الشوارع/متابعة
أمام إضرابات عمال شركات المحروقات الفرنسية طلبا للزيادة في الأجور وتقاسم أرباح عشرة ملايير أورو حققتها الشركات منذ بداية الأزمة الوبائية، باتت فرنسا تعيش أزمة طاقة حقيقية مصحوبة باضطرابات اجتماعية خطيرة.
ولأن فرنسا دولة محكومة بعقلية استعمارية وعقيدة ابتزازية قائمة على استنزاف مستعمراتها السابقة، سيما الأفريقية منها كالمغرب، فقد أوعزت باريس لشركة طوطال أينيرجي بمص المحروقات من خزانات فروعها ببلدان أخرى لحل معضلتها الداخلية، ولتذهب الشعوب الأخرى إلى جهنم الغلاء وأزمات متنوعة.
وهكذا تواترت الأنباء عن لجوء “طوطال إينيرجي” بالمغرب إلى إعادة تصدير مخزونها في المغرب إلى فرنسا لملء خزانات وقود المحطات الفرنسية لحل مشكلة توزيع الوقود ومنع سقوط الحكومة الحالية .
معلوم أن “طوطال إيتيرجي” بالمغرب تستحوذ على 15,1 بالمائة من الواردات النفطية في بلادنا، ما يعني أن تصدريها ما بخزاناتها في المملكة هو مس خطير بالأمن الطاقي المغربي.
ويطرح هذا السلوك الفرنسي العنجهي الفج مسألتين في غاية الخطورة: أولهما، أن الفرانصيص لم يتخلصوا من فلسلفة “عام البون” حين جوعوا الشعب المغربي، وثانية المسألتين أن السيادة المغربية آخر شيء قد يكترث له الفرنسيون أمام مصالحهم العاجل منها والآجل.