يعرفها الدارسون للتاريخ باسم “سجلماسة”، وهي مشهورة لدى عامة المغاربة بتافيلالت، مهد الدولة العلوية، ويحيل عليها في المأثور الشعبي الروحي للشعب المغربي بأرض “مولاي علي الشريف”، لكن مكانا بهذه الجهة المغربية الواسعة غطى على ما سواه خلال العقدين الأخيرين: مرزوكة..السياحة والاستشفاء.
مرزوكة العالمية:
وقد وصلت شهرة مرزوكة ذروتها ليس فقط من خلال النتائج الاستشفائية بفضل بركة رمالها وهوائها، ولكن أيضا تألق المكان وأهله بعد الزيارة التاريخية التي قامت بها “هيلاري كلينتون” للمنطقة وما تبعها من إشعاع إعلامي.
ولكن، من المفارقات أن تافيلالت مهد التاريخ والإنسان، هي الأوسع مساحة والأكثر امتدادا ظلت الأفقر على الإطلاق. وبرغم تعاقب الحكومات والعمال ثم الولاة عليها ظلت جهة الناس الأصلاء والطبلة النوابغ رديفا للفقر والحاجة لأبسط شروط التنمية.
تافيلالت ومعها مرزوكة ( المرزوقة بإذن الله) ليس فقيرة بسبب الظروف المناخية كأرض صحراوية فحسب ولكن لأن عاملين اثنين وقفا سدا لعينا أمام تنميتها: عدم فسح المجال لأبنائها بخدمتها كما يجب ومنحهم ما يلزم من إمكانات ثم عدم تشجيع الدولة للرأسمال الجبان بطبعه ليحط رحاله في واحات المنطقة المبهرة.
فكرة عبقرية:
وكما تقاوم نباتات وأشجار تافيلالت قسوة الطبيعة فإن أبناء المنطقة جزء من بيئتهم المقاومة: أليسوا هم من حولوا رامالا حارقة للجلد إلى مهوى لأرواح ومهج العالم؟
ومن بين الأمثلة التي يمكن ضربها للتحدي الفيلالي للامبالاة الرسمية والكسل الإبداعي الحكومي نقف من خلال هذه الورقة على مشروع استثماري عالمي يمكن أن يوقف التنمية النائمة بالمنطقة على رجليها.
ويضع واحد من أبناء المنطقة أمام المستثمرين المغاربة والأجانب فرصة ذهبية لاستثمار غير مسبوق في هذا المجال الطبيعي الأخاذ، ويوفر لمن اقتنص هذه الفرصة ما يلي من الأفكار والإمكانات:
فندق ليس كالفنادق:
فعلى مساحة تمتد فوق عشرة هكتارات، وفي واحدة من أكثر المناطق الخلابة في مرزوكة، سيقام فندق مثالي يوفر إطلالة بانورامية استثنائية على الكثبان الرملية في عرق الشبي، إلى جانب ما سيضمن الفندق توفيره لزبنائه من خدمات “درجة أولى” وخدمات عالية الجودة في بيئة طبيعية ولا في الأحلام..
كولف الصحراء:
ينصب تفكير من صمم المشروع على تطوير مشروعن الغولف هذا على مساحة 20 هكتارًا، على حافة بحيرة ضاية سريج الكبيرة في مرزوكة.
وإذا أخرجت الفكرة إلى دائرة التنفيذ، فإن هذا الموقع المثالي في البيئة الصحراوية سيكون بلا منازع الأول من نوعه الذي يمكن التفكير فيه بمرزوكة، المدينة السياحية الصاعدة والتي سبقتها سمعتها إلى كل القارات. .
ويشار هنا إلى أهمية وجود ضاية سريج، وهي محمية طبيعية تضم العديد من أنواع الطيور، مثل طيور اللقلاق وطيور النحام المهيبة.
غرفة الفروسية
خيال صاحب المشروع يبدو أيضا لا تعوزه الخلفية التراثية حين فكر في سياحة الفروسية المصممة لعشاق الطبيعة والخيول.
ذلك أن تجوال الفروسية بالنسبة للسائح الأجنبي أو المحلي على حد سواء سيتيح اكتشاف المواقع الاستثنائية والتراث الثقافي الغني والأماكن البرية المحفوظة بشكل مثالي في صحراء مرزوكة المغربية.
ويندرج هذا المشروع ضمن المركب السياحي منتجع مرزوكة للغولف، ويأتي في أعقاب ثلاثة مشاريع سبق تدراستها من طرف الهيئة الجهوية الموحدة للاستثمار، وهي: جولف الصحراء، ومركز التجوال للفروسية، وفندق القصر.
الأفق الواعد:
إن مشروعا بهذا الحجم وهذا الأفق لا يمكن إلا أن يعود بالخير على أبناء المنطقة الباحثين عن الشغل في أصقاع بعيدة. وبينما تحتاج مثل هذه المشاريع إلى التنفيذ بأياد ورساميل وطنية سيكون من العار والحسرة معا أن تنصرف الأموال إلى الخارج حيث لا تفيد سوى البنوك الغربية فيما المغرب الذي تبنى نموذجه التنموي الجديد بأشد الحاجة إلى كل درهم من ثرواته.
ووفق التقديرات الأولية فإن هذا المشروع الذي يمكن لو توفرت له الأموال أن يرى النور في ظرف بضع سنوات، بإمكانه أن يشغل بكل أريحية المئات من أبناء المنطقة بين وظائف قارة وأخرى موسمية. وليس خافيا سقف طموع المغرب في استقطاب عدد زوار بالملايين، لكن يجب أن يعرف المسؤولون أن حصر وقصر السياحة على مراكش تقزيم معيب للمغرب العظيم.
وقد وضع صاحب هذه الفكرة/الفرصة الاستثمارية رهن إشارة من يعنيهم أمر الاستثمار موقعا رقميا يعطي فكرة أولية واضحة عن الأفق التنموي الممكن لمرزوكة خصوصا وتافيلالت عموما، والمغرب بالنتيجة.