من الدرجة صفر للكتابة الى “المسافة صفر” في حرب شوارع غزة
هي قصة الاصفار القاتلة معنى وتطبيقا
رولان بارت فيلسوف فرنسي، ناقد أدبي، دلالي، ومنظر اجتماعي شهير خلال القرن الماضي. ولد يوم12 نوفمبر 1915، في شربور، وكان من بين ابرز كتبه “الدرجة صفر للكتابة”، واليوم يبزغ عبر الاعلام مصطلح المسافة صفر للقتال في شوارع غزة. لنلق نظرة على هذه الاصفار القاتلة مفهوما وتطبيقا على الأرض.
الدرجة صفر للكتابة:
تأثر بارت بالعديد من الفلاسفة والمفكرين، من بينهم فرديناند دو سوسور، وجيل دولوز، وسيغموند فرويد، ورومان ياكوبسون، وبول فاليري. وقد ساهم في تطوير العديد من المدارس الفكرية، مثل البنيوية، وما بعد البنيوية، وما بعد الحداثة.
من أهم أفكار بارت:
• التركيز على العلامات والرموز: يرى بارت أن اللغة ليست مجرد وسيلة للتواصل، ولكنها نظام من العلامات والرموز لها دلالاتها الخاصة.
• الدور النشط للقارئ: يرى بارت أن القارئ لا يلعب دورًا سلبيًا في تفسير النص، بل له دور نشط في خلق معناه.
• التحليل النقدي للثقافة: يرى بارت أن الثقافة مليئة بالعلامات والرموز التي يمكن تحليلها نقديًا.
كتاب الدرجة صفر للكتابة
صدر كتاب الدرجة صفر للكتابة عام 1953، وهو أحد أهم أعمال رولان بارت. في هذا الكتاب، يناقش بارت مفهوم “الكتابة الصفر”، وهي كتابة خالية من كل معنى أو عاطفة.
يرى بارت أن الكتابة الصفر هي كتابة تجريدية، لا تستند إلى أي مرجعية ثقافية أو تاريخية. إنها كتابة خالية من أي عاطفة أو رأي، وتعتمد على العلامات والرموز فقط.
يقدم بارت في هذا الكتاب تحليلًا نقديًا للكتابة، ويناقش العلاقة بين الكتابة والمعنى. كما يناقش دور القارئ في تفسير النص.
كان رولان بارت أحد أهم المفكرين في القرن العشرين. أثرت أفكاره على العديد من المجالات الفكرية، بما في ذلك الأدب، والفلسفة، والثقافة.
كتاب الدرجة صفر للكتابة هو أحد أهم أعمال بارت. في هذا الكتاب، يقدم بارت تحليلًا نقديًا للكتابة، ويناقش العلاقة بين الكتابة والمعنى.
وفي الأيام الأخيرة هيمن مفهوم “المسافة صفر” على القاموس الإعلامي، الذي يواكب حرب الشوارع الطاحة في غزة بين مقاومي فلسطين وجيش الاحتلال الصهيوني. فما معنى وتاريخ هذا التعبير العسكري؟
تعني المسافة صفر في الحرب التقارب الشديد بين أطراف القتال، بحيث لا يفصل بينهما سوى مسافة قصيرة للغاية، قد تصل إلى بضعة أمتار أو أقل. ويحدث هذا عادة في المناطق الحضرية أو المناطق الجبلية، حيث يكون من الصعب على القوات الاحتفاظ بمسافة آمنة بين بعضها البعض.
المسافة صفر للقتال:
وتعتبر المسافة صفر من أخطر أنواع القتال، حيث تزيد من احتمالات وقوع خسائر بشرية كبيرة، سواء من حيث القتلى أو الجرحى. كما أنها تجعل من الصعب على القوات استخدام الأسلحة الثقيلة، مثل الدبابات والمدفعية.

ومن أهم الأمثلة على المسافة صفر في الحرب:
معارك الشوارع في المدن، مثل معارك غزة 2023 والعراق 2003.
معارك الجبال، مثل معركة ميونخ 1972 ومعركة كاب ماتير في الحرب العالمية الثانية.
معارك القرى والبلدات الصغيرة، مثل معارك الحرب الأهلية السورية.
وفي هذه الأمثلة، كان القتال بين القوات المهاجمة والدفاعية يدور في شوارع المدن أو الجبال أو القرى والبلدات الصغيرة، بحيث كان أطراف القتال قريبين جدا من بعضهم البعض. وقد تسبب هذا في وقوع خسائر بشرية كبيرة، سواء من حيث القتلى أو الجرحى.
وهناك العديد من المخاطر التي تواجه القوات التي تقاتل في المسافة صفر، منها:
تعرضها لإطلاق النار المباشر من قبل العدو.
صعوبة استخدام الأسلحة الثقيلة.
زيادة احتمالات وقوع الحوادث غير المقصودة، مثل التصادم بين القوات أو وقوع قذائف في مناطق مأهولة بالسكان.
ولذلك، تتطلب هذه النوعية من القتال تدريبا عاليا ومهارات قتالية متقدمة، بالإضافة إلى استخدام تقنيات قتالية مناسبة.
