الشوارع
لم نكن نعرف أن لفيروس كورونا فضلا عن الفظاعات التي يعانيها بسببه المريض ستكون له أيضا أعراض جانبية من نوع “فشي شكل”على النخبة المغربية الحزبوية التي تريد استغلال حتى الأوبئة ضمانا لبقاء وباء فشلها المتجدد دوما وأبدا.
ولأن هذا الوباء “مشكورا” قرع الجرة بالجرة وكشف جميع العورات وأسفر عن وضوح غير مسبوق لدى عامة الشعب تجاه حقيقة ساطعة وهي أنه ليس هناك غير دولة يقودها الملك وأن ما تبقى أوهام وتضليل.
وفي الدارجة المغربية مصطلحات لا يحل محلها في التعبير عن الواقع الوطني أي من قواميس الدنيا، ولهذا فأليق لفظة عما وقع لنخبنا هو أنهم “تبرقوا”. ولأنهم لا يمكن أن يكذبوا على أنفسهم فهم يدركون حقيقة وهنهم، ولكن ــ وفاء لتحزبويت ــ فلن يعلنوها صراحة. وبدل ذلك انخرطوا في نوبة “وحم” حل بهم في العشر الأواخر من المرحلة الثالثة للحجر الصحي.
ــ ها اللي كيتوحم على “حكومة وحدة وطنية” لإنقاذ البلاد..زعما المغرب في حرب لاسترجاع سبتة ومليلية المحتلتين أو الصحراء الشرقية المغتصبة، ولابد له من وحدة وطنية. والحقيقة أن مؤخرات اشتاقت للجلوس على كراس الحكومة والتنعم بالميزانيات الضخمة ولقاتها تليق وكذبت باسم “حكومة وحدة وطنية”.
ــ ها اللي كيتوحم على “الاختيار الديموقراطي” وخايف عليه، مثل أمانة “البيجيدي” التي قالت لهم في بلاغ رسمي “حوريم والله لا كانت ليكم”.
ــ ها اللي عاد فاق وقال علاش لا نجرب هاد اللعيبة ربما.. وبدأ يدعو: يا قوم لإنقاذ المغرب لابد من ملكية برلمانية أغيثونا..يا اولاد الأرندلي أليست الملكية أصلا دستورية برلمانية اجتماعية…؟
أليس البرلمان موجودا ويرأس الملك افتتاحه مرارا؟ أليس الدستور واضحا؟….
ولأنهم جبناء لا يستطيعون قولها صراحة: بغينا نقضموا شوية من صلاحيات الملك نيشان فإنهم يلبسونها لبوس “البرلمانية”..
يا أولاد وبنات الأرندلي: إن كان الشعب حاصل معكم حصلة “بنت كلب” حتى الأذنين،والملكية على ما هي عليه من قوة فماذا أنتم به فاعلون إن صار الأمر كما تشتهون؟…
للشعب عبقرية مهما حاولتم استحماره.
