الشوارع
إن كان ولابد لشخص ما أو جهة ما من عقاب عبد اللطيف وهبي فإننا ننصحها بعدم تغريمه أو سجنه أو التحفظ على أملاكه..يكفي منعه بضعة أشهر من الخرجات الإعلامية.
نراهنكم أن وهبي لن يطيق هذا العذاب. فللرجل بين مقال ومقال مقالة، وبين تصريح وبلاغ رأي، وبين رد وجواب بيان حقيقة، وبين إشارة وأختها ملحوظة.
وإن كان من فائدة لخرجات وهبي ودخلاته/تدخلاته فإنها تكشف للمتتبع الحذق المزاج الكلي أو الجزئي على الأقل في حزب الأصالة والمعاصرة. ولأن وهبي يتمتع بما يكفي بالاندفاعية وبغير قليل من العفوية، فإن كلماته ترشح بمادة أولية كافية لتحليل سياسي/حزبي، أو تعليق على حالة سياسية مغربية باتت عصية على إعمال المنطق.
سنجتزيء لكم بعض تحف المحامي وهبي في مقاله المنشور أخيرا..و “كفى”:
“غريب هذا الحجم الهائل من الضربات التي سار يتلقاها حزب الأصالة والمعاصرة مؤخرا، هجمات غير مفهومة، تأتيه من المعارضة كما الأغلبية، يتلذذون في تبادل الأدوار، وفي طعنه من الخلف ومن الأمام”.
ــ أنت بالمغرب فلا تستغرب، وقضية “يتلذذون” “الشوارع” هي من روجت لها، شكرا لترويج مفاهيمنا النقدية، وسنسعد باستعمالكم مستقبلا مصطلحات أخرى لنا مثل “ازبيلات”..
” قوة حزب الأصالة والمعاصرة تكمن في مدى قدرته على إزعاجهم دون إرادة منهم، وبقدر ما يبقى حزب البام واثق الخطوة، يمشي حداثيا، بقدر ما يلهثون من ورائه بكلمات نابية لا تُهين في الحقيقة سوى أنفسهم”.
ــ شكون هادو لي تابعين التراكتور وعاطيينها للمعيار؟ وكيف سمعت سباباهم رغم صوت المحرك القوي؟
“فالحزب اليتيم في المعارضة يصفنا بأوصاف لا تليق، وهو الذي بالأمس القريب كان ينتقل بين إهانتنا تارة، والبحث عن التحالف معنا تارة أخرى، يغير مواقفه تجاهنا كما تتغير الطبيعة خلال فصول السنة الأربع، ورغم ذلك تحملنا وقبلنا بذلك، ولم نرد عليه لنقول إنه حزب قاصر لا تتحمل قياداته السياسية آنذاك مسؤولية مواقفها ونتائج تصرفاتها”
ــ تستهالوا لأنكم تعرفون طباع هذا الحزب “اليتيم في المعارضة” ومع ذلك مددتم له الأيادي،أي أنكم لذغتم من الحجر مرتين..سرررركم.
“وحينما تغيرت قيادة هذا الحزب، استبشرنا خيرا، بل مددنا أيدينا استنادا على ضرورة الاحترام المتبادل، إلا أن قيادة هذا الحزب لاتزال تعتقد أنها وحدها من تملك شرعية تاريخية، وأنها وحدها القادرة على ممارسة المعارضة، وكأنها لم تدخل مواقع الحكومة والإدارة منذ الاستقلال لتكون مسؤولة عن واقعنا الحالي”
ــ ها انت تعترف بالخطأ الثالث..ما كان عليكم أن تستبشروا. كلاكييط: لذغتم من الغار نفسه للمرة الثالثة..يا ويلكم منكم.
” قيادة حزب آخر، فبقدر ما كنا نسعى إلى الحوار معها، كانت هي لا تتوانى في سرقة انتصاراتنا، وكأنها تريد تفكيك حزبنا من الداخل عبر توظيف أرباح محطات البنزين، علما أننا حزب ولسنا جثة تنهشها الذئاب في صحراء سياسية قاحلة”.
ــ شكرا على هذه المعلومة، الآن يمكننا التوكيد على أن الحمامة لا تبزق فقط على التحالف الحكومي بل على أشباه الحلفاء الإيديولوجيين أيضا.
“أما أولئك الذين يحاولون الركوب على أكتافنا لإعلان الحرب على غيرنا، فهم واهمون، لأننا لن نقبل أن نكون ظهر الحمار نحو الحكومة”.
ــ يلا طلع فوق ظهرك شي سياسي فلا حرج عليه، والذنب على من أحنى له الظهر وطأطأ الأرداف والأعطاف.
“الذين ينهشون لحمنا سياسيا كل يوم، بخطابات أخلاقية واتهامات مجانية، فسيصطدمون لا محالة بالواقع المر، وبالفشل الذريع ذاتيا وحتى داخل الحكومة، هذا الفشل الذي بات كرة من الاتهامات تتدحرج فيما بين أحزاب الحكومة، عابثين بالديمقراطية وبالمسار السياسي الوطني، بل أمسينا نسمع أن من هو برلماني من الحزب نفسه، يرفض قرارات زملائه في الحكومة ذاتها..”
ــ لا جديد هنا. أي طفل في أي حي شعبي سيخبرك بتناقضات القوم ممن تعني.
” حزب الأصالة والمعاصرة، فإنه بكل مطباته ومشكلاته الداخلية سيتجه نحو المستقبل، ليواجه أخطاءه ومنزلقاته بكل شجاعة، فهو على استعداد للاعتراف بها رغم كل آلامها، فعليه أن يواجه نفسه بالحقائق، ويسعى إلى التخلص من الانتهازيين والوصوليين ليتجه معافى نحو المستقبل، لأنه مشروع المستقبل، فاتحا ذراعيه من أجل الحوار مع الجميع، وتجاوز الماضي بآلامه، من أجل بناء تحالفات لتجربة ديمقراطية محصنة من منزلقات الماضي القريب، ومن الخطابات الهدامة التي لايزال صداها يتردد في الآذان”..
ــ من ساعد الوصوليين والانتهازيين كي يعششوا ويفقسوا ويفرخوا داخل البام؟ علما أننا نوافقك ضرورة التخلص منهم..لكن كيف؟
ــ إذا كان الطيف الحزبي بكل تلاوينه على الصورة السوداء التي وصفت في علاقته بحزبكم، فمن تبشر بفتح الذراعين من أجل الحوار؟
WWW.ACHAWARI.COM