الخط الساخن بين موسكو وواشنطن..ما علاقة طنجة المغربية؟

بعد موافقة الرئيس الروسي أخيرا على تغيير العقيدة النووية للاتحاد الروسي عادت هواجس الفناء على الأرض بقنابل نووية لتقض مضاجع سكان هذا العالم الحائر، وتذكر الناس حكاية  الخط الساخن بين المعسكرين الغربي والشرقي.

قال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين إن الخط الساخن الخاص للطوارئ بين الكرملين والبيت الأبيض والذي أنشئ بعد أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962 غير مستخدم حاليا.

ما المشكلة؟

تأتي تصريحات الكرملين بعد ساعات على تغيير موسكو عقيدتها النووية وتخفيف قواعد استخدام السلاح النووي، وتعليق البيت الأبيض بأنه لن يغير قواعده النووية بناء على التصرف الروسي.

وافق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الثلاثاء، على التحديث الجديد للعقيدة النووية الروسية، مشير إلى أن موسكو قد تفكر في استخدام أسلحة نووية إذا تعرضت لهجوم صاروخي تقليدي مدعوم من بلد يمتلك قوة نووية، وذلك في ظل تصاعد المواجهات في الحرب الروسية الأوكرانية.

من جانبه، قال متحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض اليوم الثلاثاء، إن الولايات المتحدة لم تفاجأ بالتغيير الذي أعلنته روسيا في عقيدتها النووية ولا تعتزم تعديل وضعها النووي ردا على ذلك.

وأضاف المتحدث في بيان: “مثلما قلنا هذا الشهر، لم نفاجأ بإعلان روسيا أنها ستحدث عقيدتها النووية، فقد أشارت روسيا إلى اعتزامها ذلك منذ عدة أسابيع… نفس الخطاب غير المسؤول من روسيا”.

معنى الخط الساخن

بعد انتهاء أزمة الصواريخ الكوبية التي كادت تجر الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة إلى حرب نووية، تم إنشاء “الخط الساخن” بين الكرملين الروسي والبنتاغون الأمريكي، للتواصل بعد توقيع “مذكرة تفاهم بشأن إنشاء خط اتصالات مباشر” في 20 يونيو 1963، في جنيف.

وأثناء المواجهة السوفييتية الأمريكية كانت الرسائل الدبلوماسية بين البلدين تستغرق ساعات لتوصيلها، فيما كان العالم يقف مشدود الأعصاب، واستخدمت أحيانا قنوات غير رسمية، وشبكات التلفزة للتواصل وتجنب حرب نووية.

هذا ما نعرفه عن “العقيدة النووية” الروسية.. أوكرانيا تختبر صبر بوتين
وعندما كانت الولايات المتحدة تستقبل رسالة روسية مشفرة كانت تحتاج إلى أكثر من 10 ساعات لفك التشفير والترجمة والرد، وقبل أن ترد واشنطن على الرسالة، كانت تصل رسائل روسية جديدة أشد صرامة.

هل كان هاتفا؟

رغم تسميته بـ”الهاتف الأحمر” إلا أنه لم يكن هاتفا أبدا، استخدمت في البداية معدات إرسال البرقيات “التيلي تايب”، ثم ‏تحول الخط إلى “فاكس” في عام 1986، وفي العام 2008 تحول الخط إلى رابط آمن للبريد الإلكتروني عبر الإنترنت.‏

ولتجنب سوء الفهم، أرسلت الولايات المتحدة أربع مجموعات من الطابعات بالأبجدية اللاتينية إلى موسكو من أجل المحطة هناك، وأرسلت موسكو إلى واشنطن طابعات بالأبجدية السيريلية التي استخدمها الاتحاد السوفييتي.

ربط موسكو بواشنطن

تم ربط الدائرة الأولى بأجهزة البرقيات من واشنطن ‏إلى لندن تحت البحر عبر المحيط الأطلسي بكابل هاتفي، ثم من كوبنهاجن وستوكهولم وهلسنكي إلى موسكو.

وكان هناك خط راديو ثانوي للرسائل الاحتياطية والخدمية يربط بين ‏واشنطن وموسكو عبر طنجة.

الرسالة رقم 1

في عام 1963 أرسلت واشنطن رسالة تجريبية إلى موسكو جاء فيها “قفز الثعلب البني السريع فوق ظهر الكلب الكسول 1234567890″، ورد الروس على الرسالة بـ”ماذا يعني عندما يقول الأمريكيون قفز الثعلب البني السريع فوق ظهر الكلب الكسول”.

متى استخدم؟

تم استخدام الخط الساخن خلال النزاعات الدولية التالية:

◼ 1963 اغتيال الرئيس كينيدي
◼ حرب الأيام الستة 1967 بين مصر وإسرائيل
◼ حرب 1971 بين الهند وباكستان
◼ حرب يوم الغفران 1973
◼ الغزو التركي لقبرص 1974
◼ الغزو الروسي لأفغانستان 1979
◼ تهديد الغزو الروسي لبولندا 1981
◼ الاجتياح الإسرائيلي للبنان 1982
◼ حرب الخليج 1991
◼ حرب العراق 2003

بدائل الخط الساخن

عدا الخط الساخن، تتواصل روسيا والولايات المتحدة رسميا عبر عدة قنوات دبلوماسية، أبرزها:

◼ الرابط الصوتي المباشر (DVL)
◼ وصلة الاتصال بين الحكومات (GGCL)
◼ مركز الحد من الإشعاع النووي (NRRC)
◼ رابط الشؤون الخارجية (FAL)

تعليق:
يلاحظ أن المغرب موجود وحاضر في كثير من الأحداث العالمية، وهذا يبين مرة أحرى محورية المغرب استراتيجيا. المستقبل سيكشف الأدوار الكبيرة والخطيرة التي لعبها المغرب في السياسة العالمية بلا شك.

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد