العزاوي يترجل..غير مسموح لرمزية صاحب “الأحد الرياضي” بالرحيل

 الشوارع ــ المحرر

رحل الإعلامي المغربي الرياضي الشهير امحمد العزاوي إلى دار البقاء، بعد معاناة مع المرض وفترة استشفاء قصيرة في إحدى المستشفيات الصحية بالعاصمة الرباط.

رحل صاحب “الأحد الرياضي” في شهر رمضان الأبرك وبرحيله استيقظت الذكريات الجميلة في وجدان ملايين المغاربة الذين عاشوا معه فترة ذهبية للإذاعة الوطنية بمختلف برامجها ومحطاتها، عندما كانت الإذاعة تصيخ السمح وهي من تستمع للمغاربة.

كان للجمهور الرياضي المغربي الشغوف بكرة القدة موعد أسبوعي مع المرحوم العزاوي لينقلهم بصوته إلى مختلف الملاعب بالمدن المغربية ليتابعوا المستجدات والأهداف والفعاليات وكأنهم يشاهدون المباريات في المدرجات.

بأبسط الوسائل التقنية، وعبر بث هاتفي مباشر وزملاء متمكنين في عين المكان كان الإعلام الرياضي ساعتها يقدم الرسالة الإعلامية بكل احترافية وشغف وقتالية. “ألو العزاوي”..كانت جملة سحرية تعني جديدا قد حصل في لقاء ما..هدف انتصار أو تعادل تم توقيعه.

وليست مبالغة القول إن العزاوي لم يدخل فقط إلى البيوت المغربية ودكاكين التجار وسيارات الأجرة والحافلات ووسائل النقل كلها بل دخل إلى وجدان المغاربة وتأثرت به ألسنة الناس.

لقد خاطب الراحل مختلف الطبقات الاجتماعية من الأميين في البوادي والمداشر إلى المثقفين والطلبة والدارسين بلغة بسيطة فيها السهل الممتنع والدارجة الفصحى والفصحى المبسطة. ولم يسجل عليه رحمه الله ميوعة في الخطاب أو انزلاقا في التعبير.

كان يعرف، وهو رب الأسرة، أن الآباء يستمعون إليه حول براد شاي مع أبنائهم، وكان يدرك مسؤولية وخطورة أن تصبح نجما إذاعيا في مجال رياضي جمهوره هو الأوسع عالميا: كرة القدم.

في فترة سبقت تقاعد العزاوي أسندت إليه مهمة ترؤس القطاع الرياضي في الإذاعة المغربية ومع ثقل المسؤولية الإدارية لم يتخل الرجل عن ممارسة المهنة كإعلامي عاشق لمجاله ومتمكن من أدواته. لم يأكل المنصب الموهبة، وتلك معادلة لا يعرفها إلا من مر بها.

في كل المهن لابد من تقاعد إلا الصحافة يكون فيها التقاعد إداريا فقط، ويوم يتقاعد الشعراء سوق يتقاعد الصحافيون. غير أن تقاعد العزاوي كان مقرونا بغير قليل من الجحود و “تغييب الرمز”.

وهي الغصة التي تحدث عنها المرحوم بالصوت والصورة سنوات قبل رحيله.

وبمناسبة هذا الفقد الكبير، تبين من تعازي بسطاء الناس ومحبيه أن العزاوي المهني والذكرى والرجل الخلوق الخدوم عصي عن كل تغييب..وهل تمة تغييب أقوى من الموت..هذا الانتقال إلى الحياة الحقيقية في قاموس ويقين المؤمنين فتح نافذة بسعة ما في قلوب الناس للترحم على سي امحمد والتعبير من خلاله عن الامتنان لجيل مكافح أحب هذا الوطن بناسه وهوائه وأرضه.

رحم الله سي العزاوي وأحسن إليه، وخالص العزاء من موقع “الشوارع” لزوجته  السيدة فاطمة التواتي أيقونة الإعلام الفني والثقافي في ذلك الزمن الجميل الهارب منا، وإلى ابنته المهندسة ابتسام وباقي أفراد أسرته ومحبيه.

www.achawari.com

 

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد