في سابقة بالمملكة المغربية، يواصل الـقضاء محاكمة قاضية متقاعدة على خلفية نشرها فيديوهات تظلمت وشكت من خلالها مسؤولين كبارا قبل فترة. واليوم الجمعة، أرجأت المحكمة الابتدائية الزجرية في مدينة الدار البيضاء محاكمة القاضية السابقة « مليكة.ع »، إلى الأربعاء القادم.
وكانت القاضية المتقاعدة توبعت من أجل تهمة بث وتوزيع ادعاءات ووقائع كاذبة بهدف المس بالحياة الخاصة للأشخاص والتشهير بهم وإهانة رجال القضاء، وإهانة الضابطة القضائية بالتبليغ عن جريمة يعلم بعدم حدوثها، بالإضافة إلى إهانة هيئة منظمة قانونا وتحقير مقررات قضائية بواسطة الأقوال لقصد المس بسلطة القضاء واستقلاله، والإدلاء علنا بأقوال قصد التأتير على قرارات رجال القضاء قبل صدور حكم غير قابل للطعن.
وسبقت للمعنية بالأمر أن نشرت فيديوهات تتضمن اتهامات خطيرة لشخصيات في القضاء، ضمنهم شخصيات قضائية معروفة.
ولم تستطيع القاضية حضور جلسة محاكمتها بسبب وضعها الصحي، بعد تعرضها لوعكة صحية نقلت على إثرها إلى المستشفى الاثنين الفائت بمجرد تلقيها قرار النيابة العامة بمتابعتها في حالة اعتقال.
والجمعة، جرى تسجيل نيابة عدد من المحامين ضمن هيئة دفاعها، كما التمس دفاعها السراح المؤقت لكون المتهمة تتوفر على جميع ضمانات الحضور.
وأوضحت هيئة دفاعها ضمن الملتمس أن المتهمة اشتغلت في القضاء لمدة 34 سنة، كما يشهد لها بالكفاءة وخدمة الوطن.
وأضاف الدفاع أنها وجدت نفسها ضمن وضعية عائلية تتعلق بامتلاك الأب مجموعة من الأراضي، في إشارة إلى منازعة عقارية معروضة حاليا أمام محكمة النقض.
وشدد الدفاع على أن الاعتقال الاحتياطي ما هو إلا تدبير مؤقت، والمتهمة تتوفر على جميع الضمانات. وأشار إلى وضعها الصحي الذي وصفه بـ »المتدهور ».
والتمست هيئة الدفاع إعطاء فرصة للمتهمة من أجل الدفاع عن نفسها في حالة سراح من أجل « سيادة القانون ».
ويرى الدفاع أن المتهمة بريئة من الاتهامات المنسوبة إليها.
تعليق:
هذه القضية المتعلقة بقاضية قضت نصف عمرها تمارس الحكم بين الناس يجب أن تؤخذ على محمل الجد.
هل هناك امتياز ما ولو معنوي لهذه السيدة التي لها وضع اعتباري رغم تقاعدها؟ وعلى أساسه تحاكم في حالة سراح سيما أن لها كل ضمانات الحضور؟
من المستبعد أن هذه الخبيرة في القانون وذات التجربة الطويلة، من المستبعد أنها تحدثت في الفيديوهات دون أن تدري ما تقول أو تملك ما تستند عليه، فهي لابد تعرف سلفا أنهم سيطالبونها بالإثبات، أليس كذلك؟
سؤال أهم: ما الذي يجعل قاضية تضطر لوسائل التواصل الاجتماعي لطرح قضيتها..هل يئست من الـقضاء الذي اشتغلت به 34 سنة أم هناك أسباب أخرى؟
اليوم يجد الـقضاء في هذه النازلة نفسه وجها لوجه مع واحدة من الأسرة القضائية نفسها….المعول على القانون والضمير فقط.
