المحرر
لا يمكن أن تتحدث عن معارضي نظام آل سعود دون أن تتوقف عند شاب ظاهرة يسمى غانم الدوسري، والذي خرج للنظام من حيث لا يحتسب. غانم، اللاجيء في بريطانيا، لندن، يشكل لوجده معارضة قائمة الذات والصفات. فهو لا ينتمي لحزب أو جماعة أو حتى جمعية، ينتمي لنفسه وأفكاره وأسلوبه..وبس.
استغل الدوسري التكنولوجيا التواصل الحديث من يوتيوب وتويتر وغيرهما ومنها سوق بضاعة لا تعرف البوار أبدا. بمجرد أن ينضر فيديو في قناته حتى يراه مليون مشاهد على الأقل، في ظرف يوم أو أزيد بقليل أو أقل.
يعد برنامجاه “غانم شو” و “نشرة الجنادرية” الأشهر على الانترنت في الساحة العربية.
يمزج هذا الشاب المرح الساخر اللاذع بيه الجد والهزل، بين الشعر والنثر، بين الفصحى والعامية بلاد الحرمين، ما يجعل خطابه يصل بسهولة إلى كل الناطقين العربية، حيث تتعدى خطابات الدوسري وادي الدواسر و مكة والمدينة و جيزان وحفر الباطن والقطيف وخميس مشيط..إلى مساحة تلق أفسح تلامس حدود العالمية.
يصنع غانم مرة في الأسبوع على الأقل خلطة مرة تتهافت عليها الملايين بشهية لكنها علقم في أفواه رموز النظام السعودي. إنه يجلد بقسوة من يسميهم ويلقبهم بآل مرخان و سمو “الدب الداشر”..وباقي “المراخين”..ثم يسهب في فضح عوراتهم ذكورا وإناثا، في استعمال ذكي لمقاطع فيديو ومواقف رسمية لسدنة النظام، كما لا يوفر نيرانا وجمرا إلا سكبه على مناطق حساسة في جسم “سلاتيح المباحث”.
غانم الدوسري مطلوب حيا أو ميتا وبأي ثمن للنظام السعودي، ورغم أقامته في بريطانيا ألا أن عددا من المتتبعين يعتبرون المكان غير آمن تماما لأنه يبقى ساحة مصالح سعودية، وينصحونه بالرحيل إلى الولايات المتحدة الأمريكية. لكن غانم لا يأبه ويواصل قصفه للنظام و تنفيسه المر عن “الشعب المسعود العظيم”.
آخر القذائف التي أرسلتها المدفعية الدوسرية تغريدات ذهبت رأسا إلى ولي عهد السواعدة، محمد بن سلمان، وكانت كما يلي:
ـــ “يقولون ان سمو الدب الداشر يقول ماراح تتحقق الرؤية الا بسحب البساط من دبي والبحرين وتثبيت الاسعار”
ـــ “ما استغرب يطلع علينا الدب الداشر بتصريح ويقول التعري من أيام النبوة”
ــ “عيالنا يموتون في حرب عبثيه حتى يتمكنون عيال ال سعود من نشر الدعوة في الخارج”
وقبل هذه التغريدات جادت قريحة غانم بهذه الأبيات:
“يا خائب الأمل
في القول والعمل
في لعبة القدم
في لعبة الجدل
أضحيت مسخرة
في قمة الهزل
العيد جئت به
بالحرف والجمل
بل قد عجلت له
من قبل أن يصل
هذي صنائعكم
بالثوم والبصل
وليس يردعكم
شئ من الخجل
الشامتون بنا
في القاع والجبل”
www.achawari.com