بتدوينة رصينة..التوارني يكتسح فيسبوك الجزائر ويهيج جحافل الذباب

الشوارع

كما عادته شبه اليومية، نشر الأديب والصحافي المغربي عبد الرحيم التوراني، اليوم الخميس تدوينة أخرى من تدويناته التي تمزج بين الإبداع والرصانة ومتعة القراءة والجرأة.

غير أن التدوينة الفيسبوكية للتوارني ،هذه المرة ،تناولت الشأن الجزائري، وتحديدا مقاربة شخصية الرئيس الجديد تبون، والخروج برأي/خلاصة أن ثمة بونا شاسعا بين كاريزما سلفه الراحل هواري بومدين، وعليه ــ يستنتج الكاتب ـ أن ” عبد المجيد تبون لن يكون الهواري بومدين”.

لكن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد،فقد انتشرت التدوينة كنار في هشيم يابس في عز شهر غشت، حينما تناقلتها الصحفات الجزائرية كصفحة “أحرار الجزائر” وغيرها.

وبما أن التدوينة لصحافي مغربي معروف، وتناولت بالتحليل شخصيتين جزائريتين مهمتين في الحاضر والماضي، فقد اهتم بها الجزائريون وعبر الآلاف عن الاتفاق مع ما ذهبت إليه، بالقدر نفسه الذي كانت فرصة سانحة لذباب تبوني لا يرف له جفن في السب والشتم والقذف وباقي الوساخات الرقمية..للأسف.

وإلى حدود مساء اليوم الخميس تكاد تكون تدوينة التوراني “الحدث الفيسبوكي” عند الفسابكة الجزائريين، سيما أن مدونها كاتب رصين صقلها بأسلوب مهذب وراق ألفاظا وتركيبا وتعبيرا.

ولأنه يشرفنا أن يكون من بين زملائنا في مغربنا من له هذه القدرة على التأثير والانتشار بلا سوقية أو شعبوية، فقد ارتأينا إعادة نشر تدوينة التوراني كما هي،في ما يلي: 

“عبد المجيد تبون لن يكون الهواري بومدين  

تابعت أمس ليلا، على القناة الجزائرية الرسمية A3 لقاء الرئيس عبد المجيد تبون مع صحافيين يمثلون أجهزة إعلامية جزائرية مختلفة.

لن أعلق هنا على لغة الرئيس ورداء الأبوية الذي ارتداه، ولا على المكان والديكور الذي احتضن اللقاء، أوالإخراج التلفزي… الذي قدم به هذا اللقاء الصحفي، الأول في عهد الرئيس الجديد.

لكني سأثير فقط ملاحظة أساسية، لعلها في وزن حكم قيمة، وهي أن السيد الرئيس عبد المجيد تبون لا يتمتع بكاريزما الزعامة التي يريد أن يترك انطباعها زيفا لدى من يتابعه من الناس في الجزائر وفي المنطقة المغاربية والعربية عموما.

لذلك أعتقد أنه لن يتمكن مستقبلا من أن يقوم بالدور التاريخي المطلوب من زعيم حقيقي تنتظره شعوب المنطقة بكل أمل و شغف وتتطلع إليه. والمتمثل في التسريع بإنهاء الخلافات والنزاعات والمشاكل المصطنعة التي تعيشها بلدان المغرب العربي الكبير، وفي مقدمتها “قضية الصحراء الغربية”. المشكل الذي طال وعمر كثيرا، بل أكثر مما ينبغي.

إن السيد الرئيس عبد المجيد تبون من خلال هذا اللقاء، ومن تصريحات سابقة له، أثبث أنه يفتقد للرؤية الشمولية الخلاقة، التي من شأنها الإتيان بحلول ناجعة وفعالة وصادقة، حلول ملائمة لبسط السلم وزرع التنمية ودعم سبل التعاون والأخوة بين الأشقاء والجيران، بدل إذكاء النعرات الصدئة والتفرقة والأحقاد بين الشعوب.

لقد بين الرئيس الجزائري الجديد أنه لا يتكلم إلا لغة واحدة، لغة قديمة ينهل من قاموسها ومعجمها المهترئ ما لم يعد صالحا في عالم اليوم، هو قاموس يشي بكون مستعمله رهينة للحرس القديم، الحرس الذي دعمه بقوة وأتى به على رأس هرم السلطة في الجزائر. والجميع بات يعرف أن مصالح الحرس القديم واستمراريته ترتبط بترسيخ الأزمة الإقليمية وتوسعة أسبابها المزمنة.

لذلك أظن أن السيد الرئيس الرئيس تبون، سيصعب عليه مهما حاول أن يصبح “هواري بومدين جديد”، حيث يعمد إلى الاستشهاد بالزعيم الراحل وتعظيمه بين جملة وأخرى. فذاك زمن ولى.. وهذا زمن آخر…

فلو بقي الراحل هواري بومدين على قيد الحياة حتى يومنا هذا، لكانت له اختيارات ومنهجية مختلفة ولا شك، ولكان بومدين آخر ليس من نعرفه، ويسعى عبد المجيد تبون الآن أن يلبس معطفه وسلهامه

هو إرث لن ينفع لو تدرون”.

www.achawari.com

   

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد