الشوارع
أبانت حوادث من أيام واسابيع الوباء التي يمر منها المغرب عن تشوهات مجتمعية مقرفة تحضنها بيئتنا الوطنية، وتتمثل في تصرفات تحتاج إلى معقمات قوية من التربية وإعادة الإصلاح والترميم.
هناك خلل تربوي بين في قطاع واسع من مواطنينا: يسيرون عكس التيار والمنطق والمصلحة، وحتى قدسية الحياة نفسها وحتمية الحفاظ عليها.
لقد أطلق أخنوش قبل أشهر جملة”إعادة التربية” من إيطاليا، ويا لسخرية الأقدار، فمن ذلك المكان بقلب أروبا شهدت البشرية مأساة موت غادر لآلاق الأشخاص.
كلام أخنوش ربما جاء في سياق تزاحم سياسي دعائي، لكن بعيدا عن سياقه فنحن كشعب نحتاج إعادة تربية عميقة لفئات كثيرة هاهي اليوم انتقلت في بعض المدن من اللامبالاة وخرق حالة الطواريء إلى الاعتداء على رجال السلطة وتعريض سلامتهم الجسدية للخطر.
ولئن كان أخنوش قد صمت بعد خرجة إيطاليا التي كلفته كثيرا وتلتها أزمة فيلات “تغازوت بي” فإنه سياسيا امتص كل شيء واستعاد وقوفه صامتا بعد تبرعه بالمبلغ المالي المحترم للصندوق، وفي إثره سارت عقيلته سلوى بالتبرع بكميات ضحمة من المعقمات للمستشفيات.
إنها فرصة لكي تتصالح الثروة الوطنية مع الوطن، ويعود الأثرياء إلى الحضن الحقيقي: المغرب الغفور الرحيم الصبور المسامح الذي يعفو في النهاية.
موقع الشوراع و “مسويطته” كما يعرف القراء لا تميز بين الفاعلين السياسيين في النقد و الإخراج من “عين الإبرة”، وبالقدر نفسه نتمنى يوميا أن نجد من فعل “مزية” نصفق لها.
لا أجندة مسبقة تحكمنا، واليوم نقول لأخنوش كلامك حول ضرورة إعادة التربية حق، ولا تهمنا نيتك ولا رهانك من قوله في لحظته.
www.achawari.com