الشوارع
يقال إن الحقيقة تبرز في لحظتي الغضب والخمر. ويبدو هذا الرأي صائبا إذا اختبرناه عمليا وأسقطناه على شرائط الفيديو المبثوثة “يوتيوبيا” والتي سارت بنقدها الركبان “فيسبوكيا”.
ولأن الجلسة كانت خمرية بامتياز فإن أفواه وألسنة أعضاء اللمة الـ”بنشميبة” والكؤوس نضحت بما فيها وأبانت عما تخفيه الصدور من “مشاعر” تجاه أمرين هما من المداميك التي تقوم عليها خيمة الأمة المغربية: الإسلام و الملكية.
لقد بدؤوا بالملك ثم قفزوا إلى الدستور فالدين، ولأن الأمور مترابطة ببلادنا عادت المجموعة للحديث عن الملك. إنه اللاشعور وما يخفيه العقل الباطن لمثل هؤلاء تجاه رئيس الدولة وقائد الأمة بما له من رمزية دينية وثقافية وتاريخية تجعل دعاة التغريب و الفجور في حنق وغيض لا يوصفان، حين يصطدمون بالحقائق على الأرض.
كان بودنا أن نخوض في ما تفوه به هؤلاء الذين ارتضوا لأنفسهم وصف العدمية لولا خشيتنا في أن نسقط في فخهم: أن تأخذ كلام مخمورين بالجدية فهذا معناه الوقوع في الشرك، علما أن السكران مرفوع عنه القلم حتى يستفيق.
وإلى أن يستيقظ بنشمسي و “رايت ووتش” التي جعلته مسؤولا في أحد هياكلها، سيكون جيدا أن نغتنم الفرصة ونسائل ذاتنا المغربية بكل شفافية وإيجابية:
لو كان إعلامنا العمومي/الرسمي يقوم بدوره الحقيقي في فتح النقاشات الحقيقي بأسلوب مهني وصحي، هل كانت قضايا البلاد والعباد ستطرح في موائد الخمر والرذيلة؟
ما الذي يجعل شرذمة مثل “العدميين” تظن نفسها ناطقا باسم الشعب؟ هل ثمة أمور نجهلها نحن تجعلهم يتوهمون ريادة وقيادة ما للجماهير؟
الثقة التي يتحدثون بها مردها بنظرنا إلى أمرين: إما أنهم يتوفرون على دعم خلفي قوي يستندون إليه أو أنهم وصلوا حافة الهلوسة في الشأن السياسي والحقوقي.
هناك حنق مرضي عندهم تجاه شخص الملك، ورد فعل متعام على مضامين الخطابين الأخيرين تحديدا، وهو ما يبين ــ نفسيا ــ أن الرسالة وصلت..وصلت بعمق وثقل.
الأشرطة المنشورة جلبت على “العدميين” عكس ما خططوا له، فبدل حصد التأييد نالوا وابل اللعنات من شعب محافظ بطبعه…
نكتفي بهذا..يا حزب القرعة أو “البطة” أو الأبرار أو “كروان”.. كما تشاؤون.
www.achawari.com