ثــلاثــة صحافيين..3 كوابيس لنظام العسكر في الجزائر

الشوارع ــ المحرر

يقول المثل المغربي الدارج: “كل ساقطة يسلط عليها ربي لاقطة”. والمعنى ذو البلاغة والمبنى أن خالق الأكوان يضمن التوازن عبر سنة التدافع بحيث يسلط على كل متجبر من يستفزه ويقض مضجعه عسى ولعل يعود عن غيه.

في جزائر العسكر والقمع، قيضت الأقدار للمرادية ثلاثة فرسان من قبيلة الصحافة والإعلام ليشكلوا، كل من زاويته، كابوسا حقيقيا للنظام السياسي لدى جيران الشرق.

وليد كبير.. جزائري القلب.. مغربي الهوى

وليد كبير، الكاتب و الحقوقي والناشط السياسي الجزائري المعارض، و الصحفي المخضرم الذي يسبب ازعاجا كبيرا لحكام الجزائر و يقض مضجعهم بسبب معرفته الدقيقة بتاريخ بلاده والمنطقة المغاربية عموما. يتوفر  وليد كبيرعلى قدرة هائلة على التحليل السياسي الرصين و المقارعة بناء على ما يتوفر لديه من معطيات و ملفات يحصل عليها بصفته صحفيا مهنيا استقصائيا. لكن قوته الضاربة هو معرفته بنقطة ضعف حكام الجزائر وهي الحقيقة التاريخية ؛ إذ لا  يتردد في محاججة خصومه بالوثاىق التاريخية و الأدلة الدامغة حول قضايا خلافية في المنطقة، يحاول النظام الجزائري تزوير الحقائق بشأنها و أبرزها العلاقات المغربية الجزائرية ، و في القلب منها قضية الصحراء المغربية التي يبرع وليد كبير في الدفاع عن حقيقة الصراع حولها بما يتوفر عليه من وثائق تاريخية نادرة و براهين قاطعة تؤكد حقوق المغرب التاريخية و القانونية حول أراضيه.

وليد كبير، هو احد المطلوبين في اللائحة السوداء للنظام الحاكم ، و هو ممنوع من دخول بلاده بعد ان رفضوا تجديد جواز سفره. فهو حين يفضح حكام بلاده و يميط اللثام عن الأوهام و الاضاليل، لا يخشى في قول الحق لومة لائم، و ذلك عبر جميع الوسائل الاعلامية و في جميع اللقاءات التي يحضرها في العالم.

وليد كبير، جزائري القلب و مغربي الهوى، يعيش حاليا في بلده الثاني المغرب و يحضى باحترام و تقدير شديدين من طرف الشعبين المغربي و الجزائري على السواء. و فضلا عن نشاطه الاعلامي المتميز، فهو يرأس الجمعية المغاربية للسلام و التنمية والتعاون، ويعتبر من أشد المدافعين عن الوحدة المغاربية، كأفق خلاصي لمعاناة دول و شعوب المنطقة.

أمير ديزاد.. كابوس الجنرال شنقريحة

صحفي استقصائي و لاجئ بأوروبا و موضوع أمر بالقبض الدولي بعد متابعته بعشرات القضايا بتهم ذات الصلة بالمس بأمن الدولة و الإرهاب و التخابر الأجنبي.

مداخلاته المبثوثة عبر الفيديوهات على مواقع التواصل، تهتز لها أركان النظام لما يتوفر عليه من معلومات دقيقة و مضبوطة عن كل ملفات و خطط و تحركات المخابرات الجزائرية، داخل و خارج البلاد. وقد فشلت كل محاولات النظام الجزائري لمساومة فرنسا من اجل اعتقاله و تسليمه. بل وصل الأمر بعملاء المخابرات الخارجية الجزائرية لمحاولة اغتياله أكثر من مرة، لكن بدون جدوى.

قوة الصحفي أمير بوخريص الملقب بديزاد، هوقدرته على  النفاذ إلى دهاليز المخابرات الجزائرية بكل سهولة و حصوله على وثائق و معطيات تفضح كل مؤامرات النظام ضد الشعب الجزائري وتحركات المخابرات الخارجية بأوروبا، فضلا عن حجم الفساد الفضيع الذي يضرب النخبة العسكرية و السياسية و الاقتصادية الحاكمة في البلاد.

أمير ديزاد يتوفر على شعبية كبيرة وسط الجزائريين و يعتبر من المؤثرين الذين يساهمون في صناعة رأي عام جزائري مناهض للنظام الحاكم و الكشف عن سياساته التضليلية للشعب الذي يُزج به في متاهات صراعات لا دخل له فيها، منها مثلا النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية  إذ يعتبر أمير ديزاد من أشد المناهضين لدعم النظام الجزائري لجماعة البوليساريو الإرهابية و التي يعتبرها إحدى أسباب خراب الجزائر بعد أن صرف عليها نظام العسكر أكثر من 500 مليار دولار طيلة فترة النزاع حول الصحراء المغربية.

 عبدو سمار.. فاضح الفساد المالي للنخبة الحاكمة

الصحفي عبدو سمار ، صحفي استقصائي و معتقل سابق قبل ان يطلب اللجوء السياسي بفرنسا و يؤسس  موقع التحقيقات الصحفية ” ألجيري بارت” الذي يبث الرعب في نفوس جنرالات الجزائر عبرنشر و فضح ملفات الفساد الضخمة للنخبة العسكرية الحاكمة في البلاد، خاصة تهريب و تبييض الأموال في الخارج.

عبدو سمار، محكوم عليه بالإعدام بتهم مختلفة أبرزها التخابر مع عملاء لصالح دول أجنبية و تسريب ملفات حساسة و مصنفة سرية و نشرها على موقع “ألجيري بارت”. و يتعلق الأمر بملفات فساد تهم طرق تدبير شركة سونطراك الجزائرية للمحروقات، سواء داخل الجزائر أو خارجها كما هو الحال بفرع الشركة في لندن التي توجد تحت قبضة السيدة مليسة و هي ابنة حاكم الجزائر  الجنرال شنقريحة.

فضيحة مدوية اخرى لا تقل خطورة تلك التي فجرها عبدو سمار حول تورط جنرالات الجيش في تهريب و تبييض أموال الشعب الجزائري في الخارج ، من بينها مثلا فضيحة المدير العام للأمن الجزائري و هو العضو في المجلس الاعلى للأمن، في القيام بأعمال تجارية فوق التراب الفرنسي بدعم من السلطات الفرنسية، إذ يمتلك استثمارات خاصة في قطاعات الفنادق و الحانات و المطاعم، فضلا عن فضيحة عقده زواجا ابيض مع مواطنة فرنسية بقصد طلب الحصول عن الجنسية الفرنسية.

www.achawari.com

 

 

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد