رغم التحذيرات الرسمية السعودية عبر حطبائها من مغبة “تسييس الحج”، حصل تسلل من قبل حجاج وهم يؤدون المناسك حين ابتهلوا من أجل غزة وأرسلوا إلى السماء دعوات ضد الرئيس الأمريكي بايدن ورئيس وزراء دولة الاحتلال نتنياهو.
فقد تداولت منصات التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة يظهر فيها الحجاج وهم يهتفون “الموت لإسرائيل”، فيما دعا آخرون على الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
ونشرت وكالة “إرنا” الإيرانية فيديو لحجاج إيرانيين يهتفون “الموت لإسرائيل”، مشيرة إلى أنهم أقاموا أيضا مراسم البراءة من المشركين، وهي جزء مهم من مناسك الحج، معبرين عن اشمئزازهم من جرائم إسرائيل وأمريكا.
وفي فيديو آخر ظهر حاج يقف على جبل عرفة يقوم بالدعاء على بادين ونتنياهو، فيما رد حجاج آخرون من بعده “آمين”.
يذكر أن وزير الحج السعودي توفيق الربيعة حذر الأسبوع الماضي، من أنه لن يتم التسامح مع “أي شعارات سياسية”، لكن ذلك لم يمنع أحد الحجاج من الهتاف دعما للفلسطينيين.
وبحسب السلطات السعودية فقد جمع الحج نحو 1.8 مليون شخص بينهم 1.6 مليون من الخارج، ويشبه هذا الرقم العدد المسجل في العام 2023 وأقل من الرقم المسجل قبل جائحة “كوفيد-19” في العام 2019 والذي بلغ 2.5 مليون حاج.
وكان ماهر المعيقلي قد أكد في خطبة عرفة لحج عام 1445هـ: أن الحج إظهار للشعيرة وإخلاص في العبادة لله، وليس مكانًا للشعارات السياسية ولا التحزبات؛ مما يوجب الالتزام بالأنظمة والتعليمات التي تكفل أداء الحجاج لمناسكهم وشعائرهم بأمن وطمأنينة.
وقال: من المنطلقات الواضحة جاءت الشريعة المباركة بتحصيل المصالح وتكثيرها ودرء المفاسد أو تقليلها، وقررت أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح، كما جاءت بتحصيل أعلى المصالح ولو بتفويــــــت أدناهـــــا، وبارتكاب أدنى المفسدتين لدرء أعلاهما.
وأضاف المعيقلي في الخطبة: جاءت الشريعة بكل ما تزدهر به الحياة، وتحصل به التنمية، ومنعت من الإضرار بالآخرين، أو إلحاق الأذى بهم، وأمرت بالعدل والأخلاق الفاضلة، وبر الوالدين، وصلة الأرحام، وصدق الحديث، وحفظ الحقوق مع إيصالها لأهلها، وأداء الأمانات، والوفاء بالعقود والعهود والسمع والطاعة لأصحاب الولاية.. وأكد الشارع الحكيم وجوب المحافظة على الضروريات الخمس التي اتفقت الشرائع على العناية بها وهي حفظ الدين والنفس والعقل والمال والعرض، بل اعتبر الشرع أن التعدي عليها جريمة تكون سببًا للعقوبة.