الشوارع/المحرر
بدأ ملك بريطانيا الجديد، شارلز الثالث، عهده بالتوقيع على مفاجأتين: اولاهما استقالة “ليز تراس” بعد ستة اسابيع فقط في رئاسة الوزراء، وثانية المفاجأت تولي هندوسي لأول مرة حكم بريطانيا المسيحية، وتزعم حزب المحافظين.
وهكذا صار ” ريشي سوناك” البنكي أمريكي الدراسة والهوى، زعيما لحزب المحافظين، ومن المقرر أن يتولى رئاسة الوزراء خلفا لليز تراس التي استقالت الأسبوع الماضي بعد دخولها سجل الأرقام القياسية في أسرع استقالة بعد أقصر فترة حكم للبلاد.
وطريق عبد لسوناك تعبيدا حتى صار من دون منافس داخل الحزب ولا هو بحاجة تصويت شعبي، حيث انسحب من أمامه كل من بيني موردونت زعيمة الأغلبية المحافظة في مجلس العموم وبوريس جونسون الذي طان يمني النفس بالعودة إلى رئاسة الوزراء.
وألقى سوناك، بالمناسبة، بيانا قصيرا من داخل مقر حزب المحافظين مخاطبا البريطانيين في أول خطاب عام له بوصفه زعيما للحزب.
وأشاد سوناك بالمتنحية “ليز تراس” لقيادتها “في ظل ظروف صعبة في الخارج وفي الداخل”.وقال إنه “يتشرف ويشرف” أن يحصل على دعم زملائه النواب ويُنتخب زعيما للحزب.
ويبدو أن زمن البنكيين قد أتى بحيث جيء بسوناك من بنك أمريكي مثلما جيء قبله بالرئيس الفرنسي الحالي، ماكرون، من أحد بنوك مجموعة روتشيلد.
وبوصول واحد من أحفاد الهندوسي المهاتما غاندي إلى حكم بريطانيا التي لم تكن تغرب الشمس عن مستعمراتها، يكون التاريخ دخل منعرجات كبيرة تؤشر إلى أن “الرجل المسيحي الأبيض” انتهت مهمته وأن بريطانيا سائرة بالفعل في طريق يزيل عنها صفة “العظمى” لتصبح دولة عادية…كان لها تاريخ سابقا، تشهد عليه المتاحف حاليا.
