كما لو كانت جريدة مغربية تصدر من الرباط أو البيضاء، خصصت يومية لوموند الفرنسية افتتاحية مطولة لما يجري من أحداث على الساحة المغربية. من حق الإعلام الدولي المهني والمستقل ــ إن وجد هذا المستقل ــ أن يتناول أخبارا وقضايا خارج حدود البلدان التي ينشر انطلاقا منها، لكن إعلام فرنسا، وخاصة “لوموند” ،يتفلسف ويلقي المحاضرات، إذا مازال نائما في عسل وهم التحكم الامبريالي في دول أفريقيا ومنها المغرب.
وهكذا اعتبرت لوموند أن موجة الاحتجاجات التي تعرفها مدن مغربية منذ أواخر سبتمبر تشكّل “جرس إنذار سياسي واجتماعي” للمملكة، مؤكدة أن السلطات المغربية “أُخذت على حين غرة” من غضب جيل جديد من الشباب، يطالب بإصلاحات جذرية في مجالي الصحة والتعليم وبقدر أكبر من العدالة الاجتماعية.
وقالت الصحيفة في افتتاحيتها أمس الجمعة تحت عنوان (في المغرب، صرخة إنذار جيل زد)، إن “الاحتجاجات التي اندلعت في مدن مغربية منذ 27 سبتمبر تكشف عمق الغضب الاجتماعي داخل فئة الشباب، في وقت تنشغل فيه الحكومة بمشاريع كبرى مرتبطة بكأس إفريقيا للأمم 2025 وكأس العالم 2030”.
وأوضحت لوموند أن الحركة الاحتجاجية، التي تُعرف باسم “GenZ 212” في إشارة إلى الرمز الهاتفي للمغرب، انطلقت عقب وفاة ثماني نساء في مستشفى بأكادير منتصف سبتمبر بعد عمليات ولادة قيصرية، وهي الحادثة التي اعتُبرت “رمزاً لفشل المنظومة الصحية” ومصدراً لغضب واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأضافت الصحيفة أن التعبئة سرعان ما انتقلت من الفضاء الرقمي إلى الشارع، حيث خرج آلاف الشبان، بينهم تلاميذ وطلبة وعاطلون عن العمل، في مظاهرات يومية تطالب بـ“مدارس ومستشفيات قبل الملاعب”، في انتقاد مباشر لأولويات الحكومة.
وأشارت لوموند إلى أن رئيس الحكومة عزيز أخنوش أعلن استعداده لـ“الحوار مع الشباب” من أجل الاستجابة لمطالبهم الاجتماعية، لكنها رأت أن هذه الدعوات “قد لا تكفي لتهدئة غضب جيل لم يعد يثق بالوعود الرسمية”.
ووفق الافتتاحية دائما، فإن هذا الحراك الشبابي يتغذى من إحباط متراكم بسبب “اقتصاد الريع والامتيازات” الذي “عمّق الفوارق الاجتماعية والمجالية”، كما يعكس فشل سياسات التنمية التي رُوّج لها منذ إطلاق “المبادرة الوطنية للتنمية البشرية” سنة 2005.
وترى الصحيفة الفرنسية أن هذا الغليان الاجتماعي يمثل “ضربة قاسية لصورة المغرب الذي يقدّم نفسه في الخارج كنموذج للاستقرار والتنمية”، مشيرة إلى أن “الجيل الجديد من المغاربة، المتصل رقمياً والعابر للحدود فكرياً، يعبّر عن طموح عميق للكرامة والمشاركة في تقرير مصيره”.
وختمت لوموند افتتاحيتها بالقول إن الاحتجاجات الراهنة “تضع القصر الملكي أمام لحظة تأمل حاسمة”، إذ يتعين على الدولة – بحسبها – أن “تستمع بجدية إلى هذا الجيل قبل أن يفقد الأمل نهائياً في جدوى الإصلاح”.
تعليق الشوارع:
ــ ديوها ف…(لسنا من هواة الشتم وخصوصا بالفرنسية لغة اللعنة الاستعمارية التي هي السبب الأساس في كل مآسي شعوب أفريقيا)
ــ انظروا إلى حال بلدكم فرنسا المنهزم في غرب أفريقيا والذي غادرها تحت القصف والبصاق. سيكون من بين أسباب التنمية في المغرب وضع حد للوجود الاقتصادي والسياسي والثقافي الفرنسي في المملكة المغربية، فرنسا أس المشكلة ولا يمكن لإعلامها أن يقترح على المغاربة وصفات حقيقية
ــ حتى صبيان الشوارع والأزقة لم يصدقوا أن قلب فرنسا وعاطفة إعلامها مع المغرب…انتهى الكذب وجيل زاد هو عنوان نهاية مرحلة الريع الفرنسي في المغرب يا جريدة أسسها “دوغول”.
ــ نبشركم أن جيل السترات الصفراء في فرسنا عائد بقوة لعله يجعلكم تهتمون فقط بأزمة بلادكم المقبلة على زمن الويلات الاقتصادية والسياسية..ومعها القارة العجوز: اوروبا