رحل عن دنيا الناس هذه اليوتيوبر المغربي الذي اشتهر باسم “الطبيب العسكري”، مراد الصغير، ابن حي المصلى بمدينة طنجة. ولم يتوف مراد اليوم الجمعة بل عُلمت وفاته التي حصلت قبل أسابيع، وفق تصريح أحد أصهاره.
ووفق تصريحات لأحد أصهاره فإن الطبيب الذي طالما عالج الناس في المغرب والخارج ظل منذ يوم 11 من نونبر الماضي في مستودع الأموات دون أن يتعرف أحد على هويته.
ونقل صهره عن رجال الأمن أن أحدا لم يتعرف عليه لا في الأمن ولا في المستشفى الذي دخله دون أوراق هوية ولا هاتف وفي حالة سيئة.
ويفترض أن الفقيد يكون قد ووري الترى اليوم الجمعة بعد العصر في طنجة مسقط رأسه التي أحبها وظل متعلقا بها أكثر مما قد تكون تعلقت به طبيبا ومواطنا غيورا.
ويفترض أن يكون الطبيب الشرعي قد قام باللازم لتحديد أسباب وفاة الطبيب العسكري الذي كان متخصصا في طب المستعجلات، وهي المهنة التي قضى بها سنوات طويلة في الطب العسكري قبل أن يغادر إلى عدة دول شرقا وغربا للعمل بعد أن استعصى عليه ممارسة هذا العمل النبيل في وطنه.
وعرف مراد لدى الجمهور المغربي حينما خرج بغتة قبل سنوات من السويد في أولى فيديوهاته وهو يرتدي البزة العسكرية الأنيقة وبخطاب غير مألوف بالنسبة لشخصية عسكرية.
وقبل حوالي شهرين كان مراد الصغير ينشر تدوينات مطولة ومفصلة يروي فيها متاعب تسبب له فيها أشخاص لم يحدد أسماءهم قدموا به شكايات تنقل بسببها بين طنجة ووجدة والدا البيضاء للاستماع اليه من قبل الشرطة القضائية، سيما الفرقة الوطنية التي أثنى على تعاملها ونوه بمهنية أفرادها.
وكان الفقيد متابعا يقظا للاعلام الدولي والوطني والتقارير السياسية والعلمية التي ينهل منها ويربط بينها فيقدم قراءات خاصة تجمع بين المحلي والعالمي تقوده الى خلاصات يفضل أن يوجهها إلى جمهوره الأثير المكون ممن ظل يسميهم: الطلبة والناس غير العاديين.
وعرف المرحوم بعبار “وسع خاطرك” والتشبث بالأمل والوفاء لله والوطن والملك.
ومما صرح به مراد الصغير قبل أسابيع أنه كان ممنوعا من مغادرة التراب الوطني حيث كان يتهيأ للسفر مجددا إلى الخارج للعمل في إطار تعاقد مهني عبر “أطباء بلا حدود”، بإحدى المستشفيات حيث عبر بغصة عن عجزه عن الوفاء بالتزاماته تلك.
وبقدر ما يبدو رحيل هذا الطبيب مفاجئا فهي أيضا حادثة تثير غموضا ودهشة بالنظر إلى سن الفقيد ومهنته كطبيب يفترض فيه وعيه بوضعه الصحي وكيفية التعامل معه ضمن كل تلك الضغوطات النفسية التي كانت بادية عليه ضمن آخر فيديوهاته.
ويبقى المعول على الجهات الطبية الشرعية و مصالح الأمن والمخابرات لفك هذا اللغز وتحديد أسباب هذه الوفاة والاجابة عن الظروف التي جعلت هذا الطبيب المثقف ينتهي إلى ما وصل إليه في حالة يرثى لها وبلا هاتف أو هوية ثم يظل في ثلاجة الأموات كل هذه المدة.
رحم الله الطبيب العسكري، وإنا لله و إنا إليه راجعون.