ماهو التطبيع إذن…إن لم يكن “علاقات أخوية ودبلوماسية كاملة”؟

الشوارع/المحرر

 قد تكون السياسة ولعبة الأمم والمصالح أكبر مجال يتمظهر فيه كل ألوان

قوس قزح وتتجلى فيه مواهب وألاعيب لعبة النرد، وذلك لأن السياسة كما يسمونها تبقى فن الممكن. غير أن “السياسة” حينما تصل إلى قرارات مصيرية واستراتيجية تقتضي الوضوح التام في التواصل مع الأمة المعنية، وقضية التطبيع بين المغرب وإسرائيل مثال بيداغوجي أنسب لما نقصده.

ورغم كل زخم الماكينة السياسية والدبلوماسية المغربية والأمريكية والإسرائيلية في هذا الاتجاه فإن هناك من نجهل لماذا يريد أن يستمر في لعبة “كأنك تراه” وليس “إنه هو بلحمه وشحمه”.

لسبب يبدو غريبا ثمة من الشرق والغرب وحتى من داخل الكيان الاحتلال من يجد مصلحة ما في إفهام المغاربة أننا لسنا رسميا بصدد وضع اللمسات الأخيرة على تطبيع كامل.

أوردت صحيفة “هاأريتس” العبرية في عددها ليوم أمس أن المغرب” أبلغ إسرائيل في الأيام الأخيرة رفضه التوقيع على اتفاق لتطبيع العلاقات بين  البلدين، كما فعلت الإمارات العربية المتحدة والبحرين قبل بضعة أشهر.

وأضافن الصحيفة نفسها أن الرباط” لا ترى موافقتها على تطبيع العلاقات مع إسرائيل، بوساطة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب،  في وقت سابق من هذا الشهر، كجزء من اتفاقات إبراهيم”.

مزاعم الإعلام العبري كذبها مضمون  الإعلان الثلاثي ليوم أمس والذي تضمن  ثلاثة محاور:

 ــ أولها الترخيص للرحلات الجوية المباشرة بين البلدين مع فتح حقوق استعمال المجال الجوي

 ــ ثانيها الاستئناف الفوري للاتصالات الرسمية الكاملة بين مسؤولي البلدين وإقامة علاقات أخوية ودبلوماسية كاملة

 ــ ثالثها تشجيع تعاون اقتصادي ديناميكي وخلاّق ومواصلة العمل في مجال التجارة والمالية والاستثمار وغيرها من القطاعات الأخرى .

   يمكننا أن نلتمس كثيرا من أوجه الاستثناء المغربي سياسيا وثقافيا كثيره حقيقي واقعي وبعضه متوهم فقط. كما يجوز أن نجد خصوصية في صلات المغاربة مع يهودهم سواء القليل منهم ممن بقوا في أرضهم أو من رحلوا إلى فلسطين المحتلة، لكن لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نزعم أي خصوصية لتطبيعنا.

إننا وبلا مواربة نعيش تطبيعا كاملا ولعله أقوى من أي تطبيع قد حصل بين الكيان وباقي الدول العربية بدءا من مصر ووصولا إلى البحرين.

تعرفون لماذا؟

لأن “خصوصية واستثنائية” العلاقات التاريخية نفسها بين المغرب ويهوده،  والمكون الإسرائيلي من يهود المغرب، هي من تجعل هذا التطبيع حقيقيا وسيبقى الأقوى، كما كان “في السر” سابقا.

إنها مرحلة اللعب على المكشوف، ولعل فيها خيرا لفلسطين أولا وللبقية ثانيا. وضوح الطريق..بداية الحل.

www.achawari.com 

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد