الشوارع
لا تصمد الشعارات المغشوشة تحت شمس الحقيقة الحارقة.ذلك حال الشركات الجشعة التي انكشفت وتعرت تحت أضواء كورونا الكاشفة. وفي مقدمة هذه الشركات تلك الموكول إليها تدبير وبيع خدمات الماء والكهرباء في المغرب.
هذه الشركات عندما استعرت الجائحة وخرج من المغرب من يحبونه فعلا بالمساهمات المالية والأفكار النبيرة و العمل وجها لوجه مع الموت مثل الأطباء ورجال السلطة، دخلت جدورها فلاهي ساهمت كما يجب ولا خففت عن المستهلكين ولا هي أعفت المقهورين من أبناء الشعب ــ ولو لمرة وحيدة ــ في تاريخها الموشوم بالعسف واللاتواصل.
وبعد الانقشاع النسبي لشبح كورونا، عادت شركة “ريضال” لتكشف وجهها الجشع وضاعفت مرارا فواتيرها على سكان العاصمة، غير مبالية بأوضاع المواطنين الذين فقد كثير منهم مصادر دخلهم بفعل ظروف الوباء ولا هي اهتمت بمساهمتها في تقويض السلم الاجتماعي، معاكسة سياسات ومجهودات الدولة في هذا الاتجاه,
ووفق ما نقلته مواقع مغربية فإن أرقام فواتير الماء والكهرباء لـ “ريضال” وصلت أحيانا إلى 1500 برسم استهلاك استهلاك شهر ماي الذي يدفع خلال يونيو الحالي، وهو رقم مهما تفاحش فلن تجد الشركة إياها أي مانع لتبريره بما لا يبرر، كما لن يجد المستهلك سبيلا قانونيا لمقاضاتهم في ظل ثقافة سائدة عنوانها: خلص عاد اشكي..يعني هم الخصم وهم الحكم وليس للشعب من يشكوهم إليهم سواهم، كما ليست ثمة قاعدة تقنية للمراجعة والمحاسبة..والفلوس ـحين تدخل الصنيديق ـــ حتى لو وقعت معجزة واعترفوا لك بوجود خطأ ـــ فلا سبيل لإخراجها وإعادتها لك وكأنها إبرة طرز فاسي وقعت في غار بغابة كثيفة الأشجار.
وليس في الرباط فقط افترست جيوب المغاربة، بل “الحركة” وصلت إلى طنجة التي شهدت ارتفاعا أسطوريا في لفواتير الماء والكهرباء لصاحبته شركة “أمانديس” التي تسببت في قلاقل اجتماعية قبل سنوات، وما تزال فيديوهات الاحتجاجات الشعبية حاضرة في الأذهان، دون أن تجد من يلجمها أو يقعده إلى أرض المحاسبة.
زيارة سريعة لصفحات فيسبوكية من شمال المغرب تبين بجلاء صدمة الناس من الفواتير الخيالية لشركة تبدو وكأنها تنتقم من المواطنين بما فرضته عليهم من أسعار خيالية، هم الذين بالكاد يتمنون التصنيف في المنطقة واحد من حيث تخفيف الحجر عسى أن يستطيعوا الخروج من حجر طال أمده للبحث عن لقمة عيش مر زادته “أمانديش” مرارة.