مازالت دولة الاحتلال تقيم الدليل على أنها لا عهود لها مهما قدم لها الاخرون التنازلات وبالغوا في الانصياع والانبطاح ولحس الإهانات.هذا ما كشفه نتنياهو حول الموقف من السلطة الفلسطينية برام الله والتي يعتبر رئيسها “عباس” التنسيق الأمني مع تل أبيب مقدسا.
فقد أعلن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، اليوم الثلاثاء، أن إسرائيل تستعد لاحتمال شن حرب ضد قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية، وذلك على خلفية الحديث عن تقديم تنازلات للفلسطينيين والتعامل مع جلب عمال فلسطينيين إلى إسرائيل.
وتم تسريب ما جرى خلال مناقشة مغلقة جرت في لجنة الشؤون الخارجية والأمن مع رئيس الوزراء، حين سأل أعضاء الكنيست نتنياهو عن إمكانية حدوث “سيناريو عكسي”، وهي الحالة التي تصوب فيها قوات السلطة الفلسطينية بنادقها نحو الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة، في إطار تعاون محتمل مع حماس.
وأجاب نتنياهو، وفق القناة الثانية العبرية: “سيناريو الانقلاب مألوف لدينا وهو مطروح على الطاولة. نحن نناقشه. ونريد أن نصل إلى وضع حيث إذا حدث مثل هذا الحدث ففي غضون دقائق قليلة سيكون هناك طائرات هليكوبتر في الجو للرد”.
وفي المناقشة قال رئيس الوزراء الإسرائيلي إن “اتفاق أوسلو كارثة أسفرت عن نفس عدد ضحايا هجوم 7 أكتوبر، لكن في فترة أطول”.
وأضاف: “اتفاقات أوسلو هي الخطأ الأساسي، لقد أخذت أكبر عدد من الضحايا”، في إشارة إلى اتفاق السلام عام 1993.
وتابع نتنياهو: “العامل المناهض للصهيونية والمعادي لليهود حضر إلى هنا”، بموجب اتفاق أوسلو.
وأول المحللون والمتابعون عن قرب للشأن الفلسطيني أن نتنياهو ما كان يفوه بهذا الكلام لو لم يكن يتوقع انقلابا على سلطة رام الله من قبل ستين الفا من عناصر الأمن المدججين بالسلاح.
وفي حال حصل انفلات على صعيد الضفة الغربية فإن ذلك سيعني حرفيا جر الأردن لدخول الحرب مضطرة بحكم التصاق الضفتين معا جغرافيا وبشريا ومصيريا.
وغداة اعلان معركة طوفان الأقصى كان أفراد بالأجهزة الأمنية الفلسطينية رئيس السلطة، قد أمهلوا محمود عباس، 24 ساعة لإعلان المواجهة الشاملة مع الاحتلال في الضفة الغربية المحتلة، بفعل استمرار مجازر الاحتلال في غزة.
وقال بيان لمجموعة من أفراد الأجهزة حينها إنه إذا لم يعلن “الأخ أبو مازن” موقفا واضحا يتبنى فيه المواجهة الشاملة مع الاحتلال، وإذا لم يتبرأ من تصريحات “المجرم بلينكن” (وزير الخارجية الأمريكي)، “فلا طاعة لأحد، ولا تعليمات تنفذ، ولا ولاء لأي جهاز”.
تعليق:
هناك قراءة متفردة لهذا السيناريو تقول إن الاحتلال ولكي يكتسح الضفة الغربية ويدفع أهلها لتهجير قسري لابد أن يختلق “حجة” مثلا: مع استمرار القتل في الصفة عن عمد فإن الاحتلال يريد استفزاز عناصر الأمن الفلسطيني عبر قتل أهاليهم ليشتبكوا معه وبالتالي سيقول الاحتلال إن هؤلاء اصبحوا مثل حماس ومن ثم حي على القتل ودفع سكان الضفة نحو الأردن.