الشوارع/متابعة
ستحل بعد أيام الذكرى الثالثة لذلك الحادث المأساوي الذي راح ضحيته الشاب محسن فكري، وما تلاه من غضب شعبي وما تخلله ولحقه من حوادث ومحاكمات وسجن وأخذ ورد.
فماذا كانت النتيجة بعد ثلاث سنوات مما حصل؟
النتيجة كانت أن روحا بريئة راحت وتركت أهلا وأحبة مكلومين، ومزيدا من السجناء والأسر المعذبة من خلفهم. وإن كان من خلاصة لابد منها للدولة والمجتمع هي أن العنف والعنف المضاد لا خير فيهما، وأن حلول ذكرى مثل هذه يجب أن تكون مناسبة لمراجعة النفس والسياسات المتبعة، وإعادة تأمل وقراءة المواقف التي صدرت.
لكن ما صدر من جزء من المعنيين بما وقع لم ينم علن أن أي تطور إيجابي قد حصل، فناصر الزفزافي استبق الذكرى بأسابيع وطلب بعودة الاحتجاجات، موجها الأتباع إلى
تنظيم مسيرة “تاريخية” يوم 26 من شهر أكتوبر الجاري بباريس، معتبرا أن هذه المسيرة ستكون “تاريخية”، لتخليد ذكرى محسن فكري، مع غير قليل من التحريض على عودة المسيرات داخل المغرب، حين قال إنهم “مقبلون على تنظيم مسيرات داخل وطننا في القريب العاجل..”.
واليوم، وعلى بعد أسبوع تقريبا من الذكرى، وبعد خرجات غير موفقة، يعود الزفزافي الأب ليدعو إلى مزيد من أسباب التوتر المجتمعي، من خلال رصاصاتين فارغتين:
ــ مغازلة العدل والإحسان للنزول إلى الشارع، وهي الجماعة التي تجر مشاكلها الداخلية وتحاول بالكاد أن تتعافى من نتائج إخفاقاتها والتيه الفكري الذي تكرس بعد رحيل مؤسسها، فلا غريق يملك قوة لإنجاد غريق.
ــ الثناء والانبطاح للجمعية الإسبانية لحقوق الإنسان، والتي لو كانت صافية النية تجاه قيم وحق الإنسان لاشتغلت في اتجاه إنصاف إخواننا الريفيين من جلاديهم الإسبان كيماويين وغير كيماويين.
www.achawari.com