تفعيل “خاوة خاوة” بين المغرب والجزائر..على طريقة ترامب

الشوارع
كل صعب على أمريكا يهون هكذا همة الزعماء تكون، ربما سيكون هذا هو الشعر اللائق بمدح دونالد ترامب لو تحقق ــ وفي ستين يوما ــ ما رشح من أعلى مستويات الإدارة الأمريكية بشأن العلاقة بين الرباط والجزائر.
وعلى الرغم من أن الرباط والجزائر معا لم يؤكدا أو ينفيا لحد اليوم حهودا أمريكية مفترضة لدفعها إلى مصالحة تاريخية، فإن مؤشرات أمريكية التقطها المهتمون بالملف توحي بإمكانية السير في هذا الاتجاه.
ففي حوار له مع قناة “سي.بي.إس” ، أطلق ستيف ويتكوف المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، يوم20 أكتوبر الحالي، جملة كانت كافية لإشعال المواقع الاجتماعية بشأن اختراق دبلوماسي في العلاقات المغربية الجزائرية في أفق زمني لا يتعدى شهرين.
و جاءت جملة “ويتكوف” في نهاية اللقاء التلفزيوني، وبحضور غاريد كوشنر، صهر ترامب وعراب الاتفاقيات الإبراهيمية، وكان موضوع المقابلة مخصصا أساسا للوضع في غزة.
لكن ويتكوف أطلق تصريحًا مفاجئا قال فيه إن فريقا يعمل على انجاز “اتفاق سلام” بين المغرب والجزائر. وأضاف أنه “سيتم التوصل إلى صفقة خلال 60 يومًا”.
ويرى المراقبون في تصريح ويتكوف المقتضب مؤشرا على الدينامية التي أطلقتها واشنطن في منطقة المغرب الكبير، فواشنطن، الداعمة بقوة لسيادة المملكة على إقليم الصحراء ، لم تتوقف عن الدفع نحو تسوية تقوم حصرياً على مبدأ الحكم الذاتي التي أطلقها المغرب عام 2007.
وتعد آخر مسودة قرار مجلس الأمن الدولي لعام 2025، التي صاغتها واشنطن، مؤشرا واضحاً، يعتبر خطة الحكم الذاتي للصحراء تحت السيادة المغربية بوصفه “الحل الوحيد” الموثوق به للنزاع و”الأساس الأكثر واقعية” لأي مفاوضات مستقبلية.
ولو نجح ترامب في كسر الجمود الحاصل منذ عقود بين المملكة المغربية والجزائر وإحداث اختراق حقيقي في ملف إقليمي معقد فسيكون حقق بذلك معجزة دبلوماسية تؤهله مستقبلا بشكل مستحق لجائزة نوبل للسلام.
يذكر أن الحدود بين البلدين الجارين قد تم إغلاقها منذ صيف 1994، بعد حادث تفجير فندق في مراكش، حيث فرض المغرب على إثره التأشيرة على الجزائريين، وردّت الجزائر بإغلاق الحدود البرية بين البلدين.
ومنذ ذلك الحين، ظلّ الإغلاق قائمًا، بل وتفاقمت القطيعة بين البلدين في السنوات الأخيرة، إذ قطعت الجزائر علاقاتها الدبلوماسية مع جارتها وأغلقت مجالها الجوي في وجه الطائرات المغربية.

.

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد