المروري.. محامي بوعشرين..و”إمكانية” العفو الملكي ..من يضحك على من؟

 ناصر الغربي

في سياق ردود الأفعال التي تلت العفو الملكي عن هاجر الريسوني ومن معها، والانفراج الذي حصل وطنيا ودوليا في هذه القضية، نشرت مواقع مغربية تصريحا لعبد المولى الماروري،محامي توفيق بوعشرين ، ينقل فيه عن موكله تنويهه بالعفو الملكي متمنيا “توسيعه”.

وكلمة “توسيع” هنا حسب سياقها فهي تعني العفو عن باقي المعتقلين في ملفات أخرى، بما فيها قضية بوعشرين والاتهامات الثقيلة التي واجهها والحكم الذي صدر ضده ابتدائيا، مع احتمال برفعه في الاستئناف، لو استجابت المحكمة لدفوعات النيابة العامة.

وكما يعرف قراء بوعشرين فإنه طيلة مساره الصحافي، لم يكن يوما متحمسا للإشادة بالقرارات الرسمية مهما كانت مهمة أو مفيدة، وفي أحسن الأحوال كان يقارنها بأمور توازيها في بلدان أخرى “تحترم نفسها”، واليوم يثني على الملك وعفوه في أفق “التوسيع”. إنها النزعة البراغماتية.

 لقد أكد المحامي الماروري  أن بوعشرين  يتمنى “توسيع هذا العفو ليشمل معتقلين آخرين على خلفية ملفات اجتماعية أو سياسية، حتى تعم الفرحة والبهجة عموم الشعب المغربي”.

طبعا، فمن ذا لا يتمنى للشعب المغربي الأفراح والمسرات، وأن “يحد الله الباس” من الأحزان والكوارث؟ فمن يخشى أو ينزعج من فرحة الشعب لا بد أن يكون مريضا يعاني “رهاب الفرح”.

 المشكلة ليست في التمني ولا في حب الفرح، بل في تقنيات التوهيم التي يستعملها المحامي الماروري. ذلك أن فروقا شاسعة توجد بين ملفي هاجر وتوفيق. فأما قضية الريسوني وخطيبها فليست فيها تهم مثل التهم التي حكم من خلالها على بوعشرين ب12 سنة،وله مطالبات بالحق المدني، في حين ليس ثمة من يطالب هاجر ورفعت بأي شيء.

والحقيقة البسيطة هي أن فلسفة العفو تنظر في من يطالب بماذا؟ ومن أذنب في حق من؟

في قضية بوعشرين، هناك جيش من المطالبات بالحق المدني، فما سيكون مصيرهن لو تخيلنا عفوا ملكيا؟. في قضية بوعشرين تهم ثقيلة تشيب لها الولدان..وبعضها مقزز..فأي سيناريو ممكن ــ نظريا ـ لمحوها و تبييض صاحبها؟ ونحن نستند هنا إلى الحكم الابتدائي.

وفي قضية هاجر، هناك احتمال وجود أخطاء ارتكبتها في حق نفسها، فالضرر وقع على الذات وليس على الآخرين. والمستقبل أمامها هي ومن معها للإصلاح الذاتي.

 المحاماة مهنة من أخطر المهن، لأن لها صلات مباشرة بالحقوق، وعلى أصحابها ألا يغفلوا الواجبات.وهي أيضا من المهن التي تجلب الأموال الطائلة لممارسيها، إنما في هذه الحياة ما يفوق الفلوس قيمة.

 وظننا أن من أوجب واجبات المحامي الماروري تجاه موكله بوعشرين أن يصارحه وينتشله من أي وهم أو أمل غير ممكن التحقق. فالرجلان معا درسا القانون ويعرفان تفاصيل النصوص ويقدران طبيعة كل ملف، وبالتالي القضايا التي يشملها العفو، والأخرى التي انقطعت بينها وبين العفو السبل.

WWW.ACHAWARI.COM

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد