الشوارع/متابعة
لا يمكن لأي كان أن ينكر على كائن من كان حقه في النقد والمتابعة،ولكن الأمر يكون قابلا للإنكار الناقد أيضا حينما يتعلق الأمر بالدعوة لتنظيف الشارع ونسيان البيت الداخلي.
ينطبق هذه المفارقة تماما على حسن بناجح، أحد وجوه الصف الأول في“العدل والإحسان”، والذي أطلق تدوينة مع بداية العام الميلادي الجديد كلها سواد في سواد وتبخيس في تبخيس بحق النظام والمؤسسات والأشخاص.
لقد أنكر بناجح على مقترح المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي حول النموذج التنموي، المشمون والشكل ، ولم يجد في الـ 160 صفحة منه ما يستحق ليس التنويه بل الاحترام على الأقل.
كما لم يعتر بناجح على أي شيء فوق وجه المغرب عمرانا وتطويرا ــ رغم النقائص التي لا تخفى ــ لم يجد ما يقنعه بأن العهد الجديد غير الكثير طيلة العقدين الفارطين.
كل المغاربة ينتقدون وذلك حقهم، ولكن الإنصاف و “العدل” يفرض أن تقول في خصمك وحتى عدوك ما له، ثم قل ما ترى أنه عليه.
ولو انشغل بناجح ومن يفكرون على شاكلته بجماعته بتنظيف البقع السوداء في منظومتهم الفكرية والأخلاقية والريعية لكان أفيد لهم، وبعد استكمال شروط “بونظيف” الداخلي، ساعتها يتطارحون الواقع الخارجي.