“الشوارع” تقترح على الدولة والمجتمع خارطة طريق لهزم كورونا

الشوارع ــ المحرر

تعد الأزمات الحقيقية فرصة للكشف عن المعدن الحقيقي لبني الإنسان أفرادا وجماعات، والوضع الحالي لتفشي وباء كورونا بالعالم، ووصوله إلى مغربنا، فرصة للكشف المجاني الميداني عن أمراضنا الاجتماعية والنفسية ومن ثمة محاولة علاجها من أجل الحاضر والمستقبل

ــ اللهطة وبوهيوف: هما التعبيران الأنسب للقطيع الذي انتشر في الأسواق والمحلات التجارية يشتري بنهم وخوف ويكنز المواد الغذائية وكأن القيامة قامت. لسان حال هذه الكائنات هو نفسي نفسي ذاتي ذاتي. على السلطات أن تجد علاجا قمعيا لهذه النفسيات حالا قبل أن تصبح هي الكورونا الحقيقية.

ــ الاستهتار والتهكم: نتابع بوضوح عبر وسائط التواصل رغبة كثيرين في تسفيه وتتفيه كل شيئ: يبخسون الجهود الرسمية التي أبانت طبيا وأمنيا عن علو كعب ينبغي تشجيعه بدل الحط من قيمته.

ــ العادات السيئة: نحن مبتلون منذ الصغر بالاحتكاك بكل شيء، وبسبب هذه العادة فسنخدم انتشار الوباء لاقدر الله بيننا. حان الوقت أن نفتح ونهوي الفرج ونترك للهواء والشمس حيزا كافيا لتمر بين الأفراد: لا تسلم عليه ولا تقبله ولا تحضنه، عبر له عن حبك هذا بعدم إيذائه بمرضك وميكروباتك واحتمال دخول كورونا بدنك.

ــ اللعب في الأنوف: وهي عادة مقيتة لا يتورع عن القيام بها عامة الخلق في بلادنا: بلا خجل يدخلون أصابعهم في مناخيرهم أمام الناس ثم يحركونها يمنة ويسرة إلى أن…والمصيبة لا منادل ولا غسل ولا نظافة ولا مولاهم أبيه.

ــ التجقلل: أي التجمع والتجمهر كـ”جقلات” لأتفه الدواعي، من مشاهدة العنف إلى الوقوف عند حوادث السير، في حلقيات يتبادل فيها الأفراد الميكروبات عبر التنفس و التلامس.

ــ الحمام البلدي: أو على الأصح مرتع التمكرب لمسا ونفسا. يقول “الفوهامة” إن للسخون فوائد، ونسألهم: في أي كلية طب درستم هذه النظرية؟

 يا عباد الله، سطلان دافئان يكفيان لتنظيف سيارة وليس فقط جسدا بشريا، فما الداعي إلى كرنفال الكيس والحكاكة والصابون البلدي.

ــ الإشاعة: برهنت موجة كورونا عن استفحال مرض الإشاعة بيننا وزاد من تفاحشها وجود تكنلوجيا النشر السريع. صانعو الإشاعات مرضى نفسيون وعلى الأمن محاصرتهم من خلال هذه الوسائط والضرب بيد القضاء الثقيلة على أياديهم المجرمة.

ــ الديليق: وهو إسم مشتق من فعل ديلق، بدارجتنا الفصحى المتينة، ويعبر عن التسكع المقرون بالفراغ واللاهدف مع ما يصاحبه وينتج عنه من جنح ومصائب. الزموا مساكنكم فهو خير لكم ولغيركم: الديليق يكثر من حظوظ التقاط الفيروس ونشره.

 ــ ولد وطلق للزنقة: وشكرا للمطرب الشعبي ولد البولانجي صاحب أغنية “شدو ولادكم أعباد الله”، أنت يا من ينفخ بوركابيك بطنك كل عام وأنت سعيدة إلى أن صرت أما لسرب أطفال، تجلسين بالبيت أو تترترين مع صويحباتك بينما نسلك “الكريم” يسرح ويمرح في الأزقة وسيجلب لك ما تيسر من كورونا.

ــ اصحاب الشيخ ادريس: تعبير مغربي أصيل عن مدمني الخمر وارتياد البارات التي يجب غلقها بإحكام لأنها مجمع لبلا ولخلا للصحة والجيب، ومن غلبته بليته فليلزم بيته وليشرب حتى يخرج له من كل “مستنفسات” بدنه. ويعرف الذين ندعو لهم بالعافية والتعافي أي مستنقع للميكروبات هي الحفر وعلب الليل النتنة.

WWW.ACHAWARI.COM

 

 

 

 

 

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد