الشوارع
لحظة عصيبة يمر منها مغربنا ومعه كل شعوب الأرض الأرض بفترة عصيبة تهدد بقاء الجنس البشري نفسه، تحركت خلالها النوايا الحسنة والإرادات الوطنية بالمال والجهد والسهر والعرق والتفكير للاصطفاف في وقفة تاريخية لمواجهة الجائحة.
مؤسسات كثيرة بالمغرب، باستثناء النقابات وبعض المجالس، دفنت رأسها بمزابل الميزانيات وسكتت وتمنعت لحد الساعة عن أية مبادرة مالية لحفظ ماء وجوهها الكالحة.
من المؤسسات التي كان يجب أن تكون في طليعة المناضلين الشرفاء المساهمين بكل شيء في هذا المنعطف الكوني، نقابة الصحفيين بالمغرب وجمعية أعمالها، وسليلها المجلس الوطني للصحافة.
منذ عقود لم نلمس كمهنيين أي أثر على حياتنا ولا على تكويننا من قبل هذه المؤسسات، لم نر على أرض الواقع أي تأثير لميزانيات متتالية تدخل حساباتها..اللهم ندوات تافهة ولقاءات “النوع” والتبناد وباقي السخافات.
وقد ولد لنا هذا الوضع الشاذ كائنا مشوها سمي المجلس الوطني للصحافة، والذي كان بحق ــ تاريخيا ـ أكثر مؤسسة لاقت من النقد والرفض مقارنة بباقي المؤسسات المنتخبة ــ وهو ليس كذلك ــ ولا حتى المجالس المعينة.
وليثبت لنا هذا المجلس وهذه النقابة وذراعها المالي أنهم سيبقون دوما عند سوء ظننا ها هم يتصرفون وكأن لا كورونا وصلت ولا طوارئ في المغرب، هاهم “يكوشون” على الميزانية ولسان الحال يقول: هذي فلوسنا ديالنا بوحدنا بعدو منا.
قال أحمد مطر:
وجوهكم أقنعة بالغة المرونة
طلاؤها حصافة وقعرها رعونة