“يوميات كورونا”..الحلقة 5 هل يفهم العالم العاهر معنى حصار فلسطين؟

 أحمد الجلالي

 لا أذكر يوما مر بي مذ وعيت السياسة والدنيا أني لم يرد بخاطري موضوع فلسطين ومحنها الكثيرة، كما لم أنس يوما أن غزة ومنذ سنوات في حجر غير إنساني، هو الحصار والتجويه المفروضان عليها.

لكني في أيام الحصار الصغير الذي نعيشه بقدر ما أعيد تأمل الوضع اللاإنساني لملايين الفلسطينيين لا أخفي شماتتي في الكيان الصهيوني ومرضعيه في كل العالم لأنهم مضطرون للسجن الطوعي لملايين مواطنيهم، أي أنهم يذوقون من الكأس نفسها التي جعلوا أهالينا بفلسطين يتجرعونها.

هي الأيام دوارة ولا أمان لها واليوم علي وغدا الدور عليك يا سجاني.

العالم، بملاييره التي يقبع جلها اليوم في البيوت مترقبا الموت الخفي، والدفن بلا جنازات ولا طقوس ظل يعلف ويشرب غير مكترث بالفلسطينيين تاركا إياهم لمرضهم وجوعهم.

نظام العربان الذي تاجر بالدم الفلسطيني بكل وقاحة يرى نفطه وزفتة يتهاوى إلى الحضيض في الاسواق والبورصات، وأمواله المهربة لا سبيل لاسترجاعها من بطن ترامب وغيره ممن عروا الدود في قعر  بئر الدعارة العربي.

حضارة القرن الواد والعشرين التي تواطأت ضد مصير الشعب الفلسطيني تقاسي اليوم الرعب والافلاس والخوف والفاقة التي سكت عنها العالم وضرب عنها صفحا، واعتبر الفلسطيني كائنا لا يستحق الحياة.

أمريكا الطاعون الذي قتل آلاف الفلسطينيين وجعل مقاومتهم إرهابا وخطط لتصفية حقهم التاريخي، تخضع اليوم لويلات طاعون كورونا و تستجدي القارات كلها من أجل أطباء، وتقتني عشرات آلاف أكياس لملمة الجثث تفاديا لكارثة وسط كارثة.

لا نتشفى في الإنسان لأننا من بني الإنسان، ولكن نتأمل سخافة وضعف الإنسان المتغطرس وكيف تدور عليه الدوائر.

وما يوضح مرة أخرى أن الصهاينة ليسوا من بني الإنسان مطلقا أنهم عرضوا الأسرى الفلسطينيين للإصابة بفيروس كورونا، إمعانا في الانتقام، والأخبار الواردة من الضفة الغربية تقول كل شيء عن هذا الموضوع.

ولأن للدول العربية جامعة المكر والعار والخلافات فقط، فإنهم تجاسروا هذه المرة و “دعوا” الكيان إلى إطلاق السجناء من أبناء فلسطين. ولا نستبعد في القريب أن يكون العربان أول من يساعد الكيان الغاصب في محنته، بعد أن صدته ألمانيا وغيرها وقالوا له: بح.. انتهت الرضاعة وجاء الفطام.

www.achawari.com

 

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد