صورة القايد ولمقدم والبوليسي بالمغرب.. بين الانتعاش والانكماش

الشوارع/المحرر

قدر الورود الجميلة بالمغرب أن يصيبها الجفاف ــ إن أينعت ــ كي تذبل سريعا، وكأن بلادنا الجميلة لا تستحق أن يعلو محياها الجمال، وأن عليها أن ترزح تحت مناظر القبح.

سيرورة الظرف الوبائي الذي يعيش تحته وطننا منذ أسابيع كشفت الكثير من المفارقات والحقائق التي تكفي لوحدها كي يبنى عليها أي تصور أو نموذج تنموي لمستقبل أصبح ضاغطا.

وهي السيرورة نفسها التي أفرزت أمورا كثيرة جيدة حسبناها انقرضت: وقد طغت في الأسبوعين الأولين من الحجر الصحي والطواريء عن نجوم حقيقيين كانوا يعيشون بيننا وتحجبهم عنا ماكينة الإدارة والروتين اليومي للحياة: اكتشفنا قيادا وقايدات وكوادر أمنية من الطراز الرفيع والراقي عملا وتواصلا وصبرا وخطابة.

ويا للأسف، ما إن بدأت لوحة جديدة تتشكل أمامنا لسلطة اتسمت علاقتها بالمواطن بغير قليل من التوتر الموروث عن سوء فهم تارة وعن حقائق قادمة من ماض سحيق مظلم، حتى جاءت حوادث قبيحة بتسلسل وتتابع مريب لتحطم هذه الصورة ولتعيد الشعور الجمعي المغربي إلى “الثبات” على الصورة القديمة: قائد يصفع وعون يركل وبوليسي “ينخشل” مواطنا.

هل سئمت السلطة من “بالتي هي أحسن” أم هو ضغط ساعات العمل الممتدة المرهقة أم تراها “الترمضينة” حين تعبر عن نفسها نيابة عن “التدخين” وقلة النوم؟ أم هناك عوامل أخرى لا نعرفها.

أيا كانت الأسباب فإننا نعتقد أن الذي يجب أن نركز عليه ونتمسك به هو تلك الأمور الإيجابية التي ما كانت لتظهر لولا هذه التجربة الجماعية التي نخوضها، وأن نتمسك بكل بارقة أمل في سلوك قويم للسلطة والمواطن فنبني عليها حتى تصبح شمسا ساطعة.

جاء الوقت لإنصاف كل طرف بلا تجن أو محاباة: السلطة تتطور بحكم تغير الزمن، والمواطن “بزمنو” يتطور لأنه يرى العالم وفي مرآة العالم يدرك تخلفه عن ركب الحضارة، وبقدر ما في السلطة من “طوب وحجر” في الشعب كثير من الطوب والأحجار.

الحال من بعضه، وكما نكون يولى علينا: نعم حوادث مقرفة حصلت لكن لا ينبغي أن تحيد بنا عن الإنصاف: لما يعنف أفراد السلطة بعض الناس ولا يعنفون الجميع؟ لأنهم بشر وبقدر صبرهم على من يستحق الصبر يفقدون هذا الصبر مع “كائنات” لا لغة تفهمها ولا قاموس تستوعبه غير الخشونة.

ماذا نضيف؟ ادويو عليهم وجيو عليهم.

www.achawari.com

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد