الشوارع
اهتدى التافهون وكل من بارت سلعهم في أسواق “الفن والسياسة” إلى وصفة “بوزية” سحرية يطبقونها أملا في رفع منسوب الاهتمام بهم أو الخروج من دائرة الإهمال والإهمال. مفاد هذه الوصفة/المعادل هو : استفز مشاعر المغاربة في مقدساتهم ترتفع أسهمك.
ويا للعجب، فمباشرة بعد نهاية شهر رمضان الأبرك، وبعيد عير الفطر تماما خرج على الشعب المغربي عبر الانترنت مخلوقان، ذكر وأنثى، وكأنهما جنيان كانا مربوطين طيلة شهر الصيام فأطلا بـ”قمقوميهما” من قمقم خفي.
المخلوقة الأولى أطلت بتدوينة مقيتة لم تراع في دين المغاربة ونبيهم إلا ولا ذمة، وقالت في نبي الإسلام ما لم يقله فيه حتى أبو جهل، الذي كان يتمتع ــ مقارنة معها ــ بأخلاق العرب ومروءتهم. ويا حسرة على التعليم في الألفية الثالثة بالمغرب، فالمعنية بالأمر مدرسة مادة الفلسفة في السلك الثانوية…عاشت التربية وعاش التفلسف يا بلدي.
الكائن الثاني هو ممثل يدعى بوبكر رفيق، ظهر في فيديو من حوالي دقيقتين ونصف، رفقة رفاق “القرعة/البطة” سموها ما شئتم، وقد أشبع المساجد وشعائر المغاربة الدينية سخرية وتطاولا وتشنيعا بكلام ساقط صادم.
ومثل هؤلاء المفلسين إبداعيا ليس لديهم ما يخسرونه وليس لديهم مانع من الخروج غدا بوجه قاصح معتذرين: “وسمحوا لينا غيركنا ناشطين وصافي”..نشط تا تشبع وشرب حتى يغمى عليك آش جاب نشاطك لشتم دين المغاربة؟ وثانيا، مئات ملايين الغربيين يشربون الخمر بحال الماء والشاي وانتوما ما سر هاد الإصرار على الافتخار بأنكم كتشربوا..راه غير سائل يتحول إلى بول وخنز…علاش ملي كتشرب أتاي لا تتحدث عنه وكأنك الوحيد من ذرية آدم لي تذوقوا؟ المسألة نفسية وتقتضي العلاج بلا شك.
والحقيقة أن مثل هذه الوقائع قبل تحليلها نفسيا، فهي تستدعي إسراع النيابة العامة والشرطة القضائية في الانقضاض عليهم بكل حزم من أجل إعادة تربيتهم، فلا رفيق ولا مولات الفلسفة فوق القانون ولا فوق مشاعر ملايين المغاربة، وهما في مسيس الحاجة إلى الترابي المخزنية المعتقة على حقها وطريقها.
أما في حال التساهل أو التراخي فإن الأمر سيشجع ولو من غير قصد قماقم آخرين ليسيروا في طريق الاستفزاز الذي إن ارتفع منسوبه قد يولد ردود أفعال نحن في غنى عنها، مادامت اختصاصات الدولة بقدر ما تكفل حرية الأفراد فإنها تعتبر الإسلام دين الدولة أيضا، وليس من الحرية في شيء الجرأة على دين العباد والبلاد.
الكرة في مرمى رئيس النيابة العامة، عبد النباوي، لكي يقول للشعب المغربي أنا هنا والنيابة هنا ولا مجال للمزاح مع المقدسات في دولة أمير المؤمنين.