الشوارع
ينتظر أن يغادر الصحافي حميد المهداوي سجن “تيفلت 2″، غدا الاثنين، أياما قلائل قبل عيد الأضحى، بعد أن قضى ثلاث سنوات حبسا نافذا، أي ما يفوق ألف يوم دفعهم ثمنا من حياته وحريته، على خلفية إدانته ب “عدم التبليغ عن جناية تمس أمن الدولة”.
وسيكون لمغادرة المهداوي السجن أثر بالغ على أسرته الصغيرة وأقاربه ومحبيه، سيما أن انتهاء المحكومية يتزامن مع مناسبة عيد الأضحى.
وكأي محارب عائد من حرب طاحنة، سيحتاج المهداوي العائد من غياهب السجن، وقبله مغادرا مضطرا لصحافة مشاكسة، سيحتاج إلى راحة وتأمل وصفاء ذهن ليقرر ما يمكن أن يصنعه بنفسه وبرأسماله الرمزي والمهني.
ومن المصادفات العجيبة، أنه في اليوم نفسه الذي يغادر في المهداوي السجن، يبدأ التحقيق التفصيلي مع الصحافي سليمان الريسوني، أمام قاضي التحقيق، بعد انصرام قرابة شهرين على تاريخ توقيفه على خلفية قضية كانت ملابساتها مدعاة لكثير من الشد والجذب.
وفي سياق قريب، يظل ملف عمر الراضي مفتوحا أمام المحققين، بعد تفجر القضية المتعلقة بأمنستي واتهامات بالتجسس واتهامات مضادة بالعمالة، في ملف شائك لا أحد يمكنه التنبؤ بمآلاته حاليا.
“الشوارع” تغتنم هذه المناسبة لتبارك للزميل المهداوي معانقته الحرية، متمنية لحقلنا الإعلامي المغربي التعافي والانفراج والازدهار على كافة المستويات الذاتية و المادية والمهنية والتنظيمية والأخلاقية والحقوقية.