على الدولة إبعاد الوزراء عن الفيسبوك..ولتكن البداية بوزير الصحة

 الشوارع/المحرر

حينما انتقد الشاعر الكبير أحمد مطر أحوال هذا العالم الثالثي المتخلف، لم يغفل الأحوال الصحية للطب نفسه فقال عن الوضعية ما مفاده أن هذه الأمة تكثر فيها الأمراض ويمرض فيها الطب.

لسنا بقامة الشاعر مطر ولكن ليعذرنا كي نضيف له من الشعر بيتا فنقول إن الوضع الصحي لقطاع الصحة بالمغرب، فضلا عن كونه مرض وشبع عللا، فقد ابتلي بمسؤولين يتصرفون كمن صير المغرب الصحي مدينة ابيقور الفاضلة أن وجدت وتفرغ كلية للفيسبوك وما ينتشر على صفحات الأطر الطبية به.

سابقا، ولما أكثر التامك من البلاغات ردا على تدوينة هنا وأخرى هناك،طالبنا المسؤولين المغاربة بإبعاد المسؤول  عن السجون وإعادة التأهيل عن التلفون والفيسبوك والانترنت كي لا ينشغل بالأمور الصغيرة عن الأهداف الحقيقية التي أوكلت له وبموجبها يتقاضى أجرا سمينا.

واليوم نطلب من الدولة  ” دير لينا شي تاويل” مع الوزراء الذين أدمنوا الفيسبوك وربما يسهرون بسببه ما يؤثر سلبا على عدد ساعات نومهم، وتاليا على مردوديتهم الهزيلة أصلا.

ونتمنى أن تكون البداية مع وبخالد آيت الطالب، وزير الصحة الذي يأتي أفعالا ما أنزل الله بها لا في كتاب ولا سنة ولا “إصحاح”..فللرجل أحوال ومشاحنات وحسابات “وخا تمرض” بالتفكير فيها فلن يسعفك الأمر..ومع ذلك لا نتردد في وصفه بالحالة الحكومية النفسية.

فمنذ مجيء الرجل إلى قطاع معتل ونحن نترقب “شي مزية” كي نعلي من شأنه بمقال في هذا الموقع المسمى “الشوارع” والذي يفتقر كليا لـ”أخلاق المديح التكسبي وتطبالت” ولكن له ما يكفي من الشجاعة الأدبية ليضرب الطر لمن أساء، وعلى القدر نفسه نسعد بالإشادة بمن أحسن من المسؤولين، وأجرنا في الحالتين على الله الواحد الرزاق القهار.

قبل أشهر وجدنا أنفسنا في صدام نقدي مع وزير الصحة على خلفية ما فعله في منطقة قلعة السراغنة بحق واحد من خيرة الأطر الطبية المغربية، ويتعلق الأمر بالدكتور مولاي عبد المالك المنصوري الذي استقصينا جيدا حول سيرته وعلو همته المهنية والإنسانية، ولا تربطنا به قرابة ولا مصاهرة ولا سرنا معه في مسير أو مظاهرة. وقد قلنا رأينا بوضوح في الرجلين معها: الوزير والمندوب الإقليمي.

وكنا ظننا أن آيت الطالب اتعظ وترك الأمور تسير بشكل انسيابي وطبيعي وكدنا ننسى القصة كلها إلى أن ذكرتنا بها مجددا تدوينة للمنصوري تقول للوزير نهارا جهارا:” السيد الوزير…. كفى من المراقبة اللصيقة لصفحتي الفيسبوكية. سنحارب الفساد، سنحارب الفساد،سنحارب الفساد بكل قوانا.  نعم نعم نعم للإصلاح .”

ماذا يعني هذا يا مغاربة؟

ــ أن وزير الصحة كيشد الضد ولعناد مع كل من خالفه الرأي..وقد وقع اختياره على المنصوري لأنه تتوافر فيه شروط الخصم الذي يطأطئ الرأس لأمثال آيت الطالب

ــ أن آيت الطالب يفترض أنه جمع وطوا مع كل مشاكل القطاع ولم يبق له غير التلصص والتتبع عن كثب لما ينشره واحد من مرؤوسيه

ــ أن المنصوري ــ كثر الله من أمثاله في هذا البلد ــ مصر على مواصلة محاربة الفساد حسب موقعه ووفقا لإمكاناته

ــ أن قطاع الصحة كي يشفى ربما ينبغي لملك البلاد ضمه إلى القطاعات السيادية ووضع وزير غير متحزب ولا متعاطي صفقات على رأسه، فالأمر له صلة بصحة المغاربة وأرواحهم…ولعل غدا لناظره قريب..نعم للإصلاح لا للفساد ولا للمفسدين ولا للمتهاونين ولا للحاقدين في كل المواقع، كبر شأنها أو صغر.

www.achawari.com

 

 

 

 

 

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد