من الشيشـان عاد الرئيس الروسي فلادمير بوتين لتسلط عليه الأضواء عبر العالمين العربي والإسلامي حينما أقدم على سلوك لا يمكن إلا وصفه بالرائع والمتحضر، وأين؟ داخل مسجد في غروزني.
أهدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نسخة مرصعة بالذهب من القرآن الكريم لمسجد “النبي عيسى” الذي تم تشييده مؤخرا في غروزني عاصمة جمهورية الشيشان الروسية.
ووصل بوتين إلى المسجد يرافقه حاكم الجمهورية رمضان قديروف، ومفتي الشيشـان رئيس الإدارة الدينية لمسلمي الجمهورية صلاح ميجييف.
وعند فتح صفحات القرآن تلا المفتي على مسامع بوتين آية في سورة الأنفال – “وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى“، وترجم له معناها إلى اللغة الروسية.
وقبّل الرئيس بوتين نسخة القرآن قبل أن يحتضنها ويلتقط صورة تذكارية له مع قديروف، ومفتي الشيشـان.
وفي يونيو من العام الماضي سرق بوتين الأضواء من ساحة التداول الإعلامي على مواقع التواصل الاجتماعي حيث تم تداول كثيف لمقاطع فيديو وصور فلاديمير بوتين وأسلوب حمله لنسخة من القرآن خلال زيارة له إلى مسجد في داغستان.
وقبل هذه الزيارة إلى داغستان بعشر سنوات، شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في لقاء مع مفتي الإدارات الروحية للمسلمين في روسيا بمدينة أوفا على أن الاسلام جزء لا يتجزأ من تاريخ روسيا، وأنها لن تسمح بضرب الصداقة بين قومياتها
وبحث بوتين خلال ذلك اللقاء مع المفتين الذي عقد بمناسبة الذكرى السنوية الـ 225 لتأسيس الإدارة الروحية المركزية لمسلمي روسيا القضايا الملحّة المتعلقة بالعلاقات بين الدولة والمنظمات الدينية للمسلمين. وقال بوتين إن الإسلام “عنصر بارز من الكود الثقافي الروسي وجزء لا يتجزأ من التاريخ الروسي”.
واعتبر بوتين تأسيس الإدارة الروحية للمسلمين مثالا على “التسامح الديني والحكمة”، مشيرا إلى أن روسيا لم تعرف الحروب أو النزاعات الدينية. وما دفع إلى تأسيسها هو خبرة بناء حضارة فريدة تجمع بين الغرب والشرق. ولفت إلى أن كل قومية حافظت على هويتها.
وأشار الرئيس إلى أن الوحدة القومية في روسيا ترسّخت بفضل الحوار الوثيق بين مختلف الثقافات والأديان، والمبنيّ على أساس قيم أخلاقية مشتركة.
وقال بوتين خلال اللقاء: “يشهد العالم الآن عملية تسير بوتائر عالية، وهذه العملية التي ليست ايجابية دائما، هي عملية تسييس الدين بمختلف الاتجاهات، بما في ذلك تسييس الإسلام. وفي هذه الظروف تواجه السلطات الروسية والمجتمع الإسلامي في روسيا قضايا ومهام جديدة لا يمكن حلّها إلا بجهود مشتركة”.

وتابع بوتين قائلا إن “بعض القوى السياسية تستغل الإسلام، وعلى وجه التحديد تياراته الراديكالية التي لا تعتبر طبيعية بالنسبة للمسلمين في روسيا، بهدف إضعاف دولتنا، وإنشاء مناطق داخل الأراضي الروسية تجري فيها نزاعات موجهة من الخارج، ولدق إسفين بين مختلف القوميات داخل المجتمع الإسلامي ذاته، وإشعال ميول انفصالية في الأقاليم”.
ودعا بوتين إلى ضرورة التصدي لهذه المحاولات من خلال تمسك المسلمين بتقاليدهم التاريخية. ودعا المسلمين الروس إلى تعزيز الشراكة مع ممثلي الأديان الأخرى، وقبل كل شيء مع الكنيسة الأرثوذكسية الروسية. وشدد على أن المسلمين في روسيا “كانوا دائما موحدين في خدمة المجتمع ووطنهم”.
تعليق:
قال تعالى: “ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى”، صدق الله العلي العظيم