حسن المولوع
قبل البداية دعوني أعترف لكم بأنني كنت مخطئا في كل ما كتبته عن يونس امجاهد رئيس المجلس الوطني للصحافة ، فلقد تبين لي أن الرجل أقوى مما كنت أتصور ، وله مواقف تقام لها الدنيا وتقعد ، حتى إنه اليوم جعل وزير الداخلية يرتعد من بلاغاته وتصريحاته التي تعبر عن جهاده واجتهاده ، إنها سابقة في التاريخ المغربي ستتحدث عنها القنوات العالمية وسيكتبها التاريخ بمداد من ذهب، فمن يجرؤ على تحدي وزير الداخلية ويدخل معه في حرب معلنة إلا إذا كان اسمه يونس امجاهد …
الحمد لله ، يا من انت كريم يارب ، منحتنا رجلا مثل يونس امجاهد ، رجل متعدد الصفات ، فهو رئيس للمجلس الوطني للصحافة ورئيس للفدرالية الدولية للصحافيين ، وعضو بالمكتب السياسي لحزب الاتحاد الإشتراكي والناطق الرسمي له ، وعضو مُتَحَكِّم في النقابة الوطنية للصحافة المغربية ، وكاتب وصحافي ، ومفكر ، وصاحب موقع النبأ بريس الذي أصبح تجربة إعلامية رائدة و متميزة تدرس بالمعاهد ، بكل هاته الصفات تحدى بها وزير الداخلية الذي ليست له إلا صفة واحدة وهي صفة وزير ..
أبهرني يونس امجاهد بتصريحه الأخير على الموقع المسمى هسبريس والذي يشتغل وفق الأجندة الوطنية ، ظهر من خلاله بقوة وصلابة لم نشهد لها مثيلا ، متوعدا وزير الداخلية بأن يتراجع عن قراره بخصوص استثناء الصحافيين الذين يشتغلون بالصحف الورقية والإلكترونية من التغطيات الصحفية بعد الساعة السابعة طيلة شهر رمضان لأن قرار الوزير مجانب للصواب فعلا ، فمن سينقل لنا أحداث الشارع بعد الإفطار والقطط “تتسركل لوحدها” والكلاب الضالة تجوب الشوارع ، والحمير في الأسواق تنهق ؟ لقد حرم هذا القرار مجموعة من الصحافيين والصحافيات من اللقاءات بعد الإفطار بحجة التغطيات ، فمن سينقل لنا صورة البحر في الليل ونحن في الحجر الصحي؟ ومن سينقل لنا صورة الشوارع الفارغة ؟من ؟ من ؟ من ؟ لأن الصحافة كلها مبنية على الكاميرا والميكروفون ولا يوجد شيء اسمه الكتابة وليست هناك تقنيات البحث عن الأخبار، ولا توجد مصادر عند الصحافيين ، يا لها من كارثة عظمى ، يالها من “فرشة” ، الصحافيون “تورقو”، فإن لم تكن كاميرا فليست هناك صحافة وسيتم إغلاق كافة المنابر بسبب هذا القرار الجائر الذي سيحرمنا من مشاهدة البوز (…) لا يعلم وزير الداخلية أن جميع الصحافيين في الأوقات العادية يقومون بالتغطيات الليلية والآن قد حرمنا منها ، وصدمنا بقراره ، لكن يونس امجاهد رئيسنا سيوقفه عند حده .
لقد أخبرنا يونس امجاهد في ذات التصريح بأنه قام بإجراء اتصالاته مع وزارة الداخلية ، واتصاله هذا هو الذي جعل وزير الداخلية خائفا مرتعدا من أن تتطور الأمور ويقوم امجاهد بإصدار بلاغ ناري بصفته رئيسا للفدرالية الدولية للصحافيين ، هذا ما يخشاه وزيرنا في الداخلية لأنه يعرف قوة يونس امجاهد وطنيا ودوليا ،فمثلا إشارة صغيرة منه لمراسل وكالة ايفي الاسبانية للسيد خابيير اوتازو تكفي بزعزعة وزير الداخلية من كرسيه ، بحكم علاقة الزمالة القوية التي تجمع يونس بهذا المراسل الذي يحب المغرب بجنون .
وزير داخليتنا لم يأته النوم منذ يوم أمس عندما أصدرت النقابة الوطنية للصحافة المغربية بلاغا شديد اللهجة تستنكر قراره ، ما جعله طيلة يومه يعقد اجتماعات متواصلة لتدارس الوضع وايجاد حلول للورطة التي لم تكن في حسبانه ، بل الأكثر من ذلك فهو خائف جدا عندما أعلن القاضي المعزول تبنيه القضية وسيرفع دعوى قضائية ضد وزارة الداخلية لأن بلاغها غير قانوني ، واصدرته عن جهل، لأن الوزارة لا تفهم في القانون ، وتركت ثغرة كبيرة ليكتشفها هذا القاضي المعزول الذي دخل المحاماة حديثا كحادثة سير مميتة وبعدها التحق بالاتحاد الإشتراكي الذي به يونس امجاهد ، يالها من صدفة ويالها من ورطة وضع وزير الداخلية فيها نفسه ، فهو لا يعلم قوة يونس امجاهد في الحروب الخفية والمعلنة، ولكنني انا علمتها وفطنت بالأمر وسارعت بالإعتذار له حتى لا يسومني سوء العذاب وسوء الفهم (…) .
الآن وزارة الداخلية كلها متوقفة ، لأن يونس امجاهد غاضب جدا، ولو لم تكن الكمامة لظهر لنا غضبه في البر والبحر ، أنا أعرف درجة الغضب القصوى ليونس امجاهد ، فعندما يكون غاضبا يجلس على كرسي من النوع الرفيع في بيته الصغير جدا والذي اشتراه بعد كد وجهد وتعب الايام المضنية ، يجلس و”يخمم” ويجري اتصالاته الهاتفية وتحمر أذناه وتظهر عروق عنقه، وبعدها تكون الصدمة ، لأن صاحبة العلبة الصوتية هي التي أجابته بدل وزير الداخلية ، حينها يحس وكأن “شي حد خوا عليه سطل الما بارد”.
لا أدري كيف ستتطور الأمور ، كل ما أعرف أن يونس امجاهد غاضب الآن ، وأخشى أن يصدر بلاغا باسم الفدرالية الدولية للصحافيين ، لذلك فأنا أطلب منه ألا يفعل ذلك الآن، لأن وزير الداخلية خائف جدا ، ولن يكرر فعلته بعد الآن ، وسيستشير مع يونس في كل صغيرة وكبيرة ، حتى لا يغضب من جديد ولا تجيبه صاحبة العلبة الصوتية ..