ناصر الغربي
أبان الملك محمد السادس قبل سنوات عن بعد نظر كبير تجاه مآلات هذا العالم المعقد المسمى أنترنت ووسائط تواصل اجتماعية.
نتذكر جيدا ما نقله وزير العدل والحريات آنئذن، المصطفى الرميد، عن الملك الذي أعرب له عن تنازله عن حقه في متابعة كل من قد يسيء إليه، وهي الميزة وسعة الصدر التي لم تلتقط كما ينبغي لا من قبل “نجوم” النت ولا من يسعون إلى النجومية ببلادنا.
فالملك يقينا لم يتنازل عن حقه لضعف، فهو رئيس الدولة أولا بما له من إمكانات جبارة للمتابعة، ولكونه في حال الإساءة إليه سيكون موقفه قويا قانونيا وآخلاقيا، حين يتابع من تجاوزا بحقه.
كان يمكن استثمار هذا المعطى في التواصل الرصين والأخلاقي والشكوى والنقد حتى للأوضاع وإخبار الملك بما يقع عبر التوجه إليه بأدب يليق به بصفته إنسانا وقائدا للبلاد.
للأسف، ثمة من التقطوا الرسائل بشكل مغلوط، وزادوها من جهالتهم فأساءوا لذواتهم وللمغاربة ولصورة الوطن ككل، ففي هذه الشبكات العنكبوتية الجبارة صار الكل كونيا..من حد كورث إلى نيودلهي ومن ثلاثاء الغرب إلى مونتريال الكندية.
فريق آخر من المسيئين يستخدمون التهجم على محمد السادس،صنارة لصيد المشاهدات والكليكات واللايكات..والعين على أرباح الأدسنس…والحال أن مال الدنيا كله أرخص عند أبناء وبنات الأصول من كلمة مسيئة لرمز من رموز البلاد أو مقدساتها الدينية والتاريخية والهوياتية.
نعم، يحق لكل مواطنة ومواطنة، في حال استنفاذ كل الخيارات المؤسساتية، التوجه رأسا إلى الملك، بصفتة فوق المؤسسات كلها والحكم بينها وعليها…لكن بتأدب واجب.
نعم يحق لكل المغاربة من الريف إلى الغرب، مرورا بالشرق والجنوب الاستنجاد بالملك عبر اليوتيوب مثلا وباقي الوسائط والوسائل المشروعة، لرفع مظلمة أو إنكار منكر استفحش ووجد من يغطي عليه..لكن بأدب لائق.
www.achawari.com