الشوارع/المحرر
مضى يومان، وربما ستمضي أيام أخر دون أن يصدر عن مصطفى التراب ولا عن مصلحة التواصل بالمكتب الشريف للفوسفاط ولو بلاغ أو سطر أو حتى كلمة بشأن زوبعة اليخت.
وكل ما طفا على سطح بحر السجال طيلة عشرات الساعات تراوح بين مدافعين عن التراب بحسن نية وربما بالوكالة وقد يكون طمعا في جزاء وفاق على شكل إعلانات لاحقا.
لا ندري ولا نجزم لكن صمت المدير الذي يترأس مؤسسة استراتيجية في المملكة يسمح للخيال بالسباحة عميقا في يم الافتراضات والتخمينات.
ورفعا للبس فإن موقع الشوارع هذا خلق ليتنفس من حرية القول والتعليق والتحليل ولا ينتظر أن يتعيش من التصفيق لأحد أو يحيا من فتات المدح. ولعمري، خير له أن يغلق على أن يمد اليد أو يتزلف.
غير أننا لسنا متزمتين ولا أحاديي الرؤية، بل لو وصلتنا مقالات تنتقدنا أو تساند التراب سننشرها من باب تعدد الآراء التي لا تفسد المهنة قضية.
وزيادة في الإيضاح، لا مشكلة لدينا مع الحياة الخاصة، ونعتقد في الآن نفسه أن الحياة الخاصة للمسؤولين تصبح من صميم اهتمامنا ــ إن كنا صحافة يراد لها أن تصنع رأيا عاما ــ ولكننا سنحرم على أنفسنا الخوض في “نشاط” المسؤولين بمجرد أن يغادروا مقاعدهم وكراسيهم.
يتوفر المكتب الشريف للفوسفاط على ترسانة تواصلية لها من الأطر والمال ما يجعلها قادرة على أداء الواجب وبفعالية، طبعا إن توفرت الإرادة الحقيقية لتفعيلها. وللأسف، لم يتوفر لها لحد الساعة غير التزام الصمت، فيما الحريق يزداد اشتعالا. وهو الحريق الذي يؤذينا في غيرتنا على مؤسسات بلادنا، ولا يهمنا إن أكل “دوابر” التراب أو غيره كشخص.
ومما أثار القرف أنه في وقت يلوذ فيه التراب ومصالحه التواصلية بالصمت عن اي موقف يحسم هذه الزوبعة، في تصرف غيب جدا، طالعتنا الشطاحة مايا بخرجات عسى ولعل “تقضي الغرض ومريضنا ما عندو لاش”.
ولقد فتح هذا السلوك شهية سخرية المغاربة ليقولوا ما لو جمع في كتاب لكان مؤلفا رائدا في فن الكوميديا السوداء، ومن ذلك أن تساءلوا إن كانت “مايا” صارت مديرة التواصل عند التراب.
لا دليل لدينا على أنه “هو”، ونعتقد أننا جميعا بشر وكلنا من ماء ومن “تراب”، وحتى إن كان “هو” فمن حق التراب أن ينشط ويعيش الحياة كما شاء ما لم يؤذ أحدا في ماله أو حياته أو يخرق القانون.
ما نعيب عليه هو هذا الصمت المريب في زمن التواصل. نكررها: كلما طال الصمت سيتسع الرتق على كل الراقعين، وحين يدرك التراب ومستشاروه أن عليهم الخروج للنفي سيكون قد فاتهم القطار ووصل إلى محطات لن يستمع إليهم فيها أحد.
نقول هذا والزمن كشاف..وهو الحكم بيننا.
www.achawari.com