برقية من أحفاد ابن تاشفين..إلى كارثة إعلامية تسمى “الإسبانيول”

الشوارع

ارتدت صحيفة “الإسبانيول”، المقربة من القصر الملكي بإسبانيا نظارات سوداء قاتمة فاختلطت عليها الألوان والخرائط فلم تميز بين المغرب وسوريا والعراق وليبيا.

ففي “شيء” ولا نقول مقالا، لم يتعد ستة أسطر تقيأ محرر هذه الصحيفة ما في بطن الإسبان من قذارة تجاه المغرب، البلد الجار ظل لعقود يحمي مؤخرتهم ومؤخرة أروبا من جهنم.

 فبشكل بدا من دون مقدمات وبأسلوب صبياني أرعن هاجمت هذه الجريدة المغرب شعبا وقيادة وتوعدت مستقبل أمتنا بمآلات دموية كما حصل في أقطار عربية أخرى.

لقد “تنبأت” الإسبانيول بـ”كارثة المغرب” والحال أنها اقترفت أكبر كارثة مهنية وأخلاقية وسياسية في تاريخ الإعلام الإسباني الذي، وبرغم كذبه المعتاد، لم يكن يتجاوز حدود البهتان والتلفيق إلى الهجوم والتهجم على رموز المغرب كما حصل هذه المرة.

ليس ما نشر سوى تعبير عن الألم الاقتصادي والسياسي الذي يعتصر مدريد وهي ترى منتوجات مغربية منافسة مثل “الدلاح” تفعل الأفاعيل في السوق، وترى “خيرات جبل التروبيك” فسيسل لعابها، وترى انقلاب الموازين في قضية صحرائنا، وترى جيلا جديدا من المغاربة يطالبون بتحرير سبتة ومليلية…فترى “خليان دار بوها” في المستقبل القريب.

ولأن الصورة قاتمة عليهم فهم يتمنون أن يحصل خلاف الواقع حتما، اي يصير المغرب دولة فاشلة بدل أن يسير بطريق التنمية بأبعاد دولية وقارية سيما في عمق أفريقيا.

بدل أن يضرط الخط التحريري لـ”الاسبانيول” أي شيء فيتحدث ــ حالما ــ بكارثة مغربية متخيلة، عليه بالأحرى أن ينتبه أولا إلى أن “مغرب اليوم” ماض لينسلخ من قيود مغرب الأمس، وليفك أغلال الإمبريالية وفي مقدمتها عدم الارتهان اقتصاديا للاستنزاف الغربي الذي تعد إسبانيا اليد المتقدمة لأخطبوطه السرطاني.

احلموا كما تشاؤون فالمغرب ماض في طريقه..وانتبهوا أن تستيقطوا يوما ما ــ نراه قريبا ـ على كوابيسكم، فأحفاد ملحمة وادي المخازن وأحفاد ابن تاشفين صاروا حوالي أربعين مليون مقاتل ومقاتلة.

www.achawari.com

 

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد