صحافيو المغرب بين خيارين: تأسيس تعاضدية أو إجراء “فحوصات طبية”

من مفارقات الواقع الصحافي والإعلامي بالمغرب أن قبيلة حملة الأقلام والحواسيب والكاميرات هم متصدرو الدفاع عن حقوق الغير غير أنهم عاجزون عن الدفاع عن أبسط حقوقهم، وهم المنددون بالهشاشة في كل مكان..إلا ما تعلق بحياتهم هم كبشر من دم ولحم.

بينما قام اتحاد المقاولات الصحفية الصغرى أمس الأربعاء بمبادرة ذكية وعملية عبر اقتحام عقبة البرلمان،  للتسويق لمبادرة تأسيس تعاضدية لصحافيي المغرب وإعلامييه هدفها الرقي بالوضع الاجتماعي للمهنيين وحفظ كرامتهم اليوم وغذا، من خلال زيارة لمقر البرلمان ولقاء رئيس فريق نيابي وعرض المشروع عليه، فوجئ الوسط الإعلامي اليوم ببلاغ لنقابة الصحافة يسير في الاتجاه المناقض تماما.

 

فقد النقابة الوطنية للصحافة المغربية أنها ستستقبل يوم غد الجمعة 07 يونيو الجاري ــ يعني في يوم عيد المؤمنين ــ قافلة طبية متعددة التخصصات بالمقر المركزي بالرباط، وذلك ابتداء من الساعة التاسعة صباحا إلى حدود الساعة الخامسة مساء.

ودعا البلاغ عينه الراغبين في الاستفادة من الخدمات الطبية التي ستشمل فحوصات طبية، الفحص بالصدى الاتصال بإدارة النقابة.

ماذا يعني هذا؟ يعني في الحقيقة أمورا كثيرة مؤلمة من بينها التالي:

ــ الإقرار بأن كثيرا أو قليلا من الصحافيين يعانون الفقر والفاقة وقلة ذات اليد بحيث لا يتوفرون حتى على التغطية الصحية للقيام بفحوصات،

ــ أن النقابة بهذا القرار إنما تقدم الصدقات للمحتاجين والفقراء من قبيلة الصحافة والإعلام جازاها الله خيرا وأطعمها طيرا،

ــ أن تقوم النقابة بمساعدة الزملاء والزميلات أمر لا اعتراض عليه بل تشكر عليه لكن ليس بهذه الطريقة التي تمعن في إبراز هشاشتنا، مع ما في الأمر من كشف للخصوصيات التي ينبغي حفظها ومراعاة كرامة الناس،

يا سادة، إن إجراء فحوصات مجانية وما شابهها من طرق البر والإحسان ليست هي المدخل الحقيقي لإصلاح بيت الصحافة وسكانه ممن يعانون وهم في عز عطائهم وسيعانون أكثر إن وصلوا أصلا سن التقاعد.

إن مشروع تعاضدية للصحافيين، بقدر ما يشكل وسيلة لتحقيق حلم مشروع طال انتظاره أصبح اليوم من فرط ملحاحيته ووضوح رؤية من اقترحوه بما قدموه من تصور متماسك وقابل للإنجاز اختبارا لنوايا جميع الأطراف وتمرينا جميلا للتغلب على الأنانيات غير المبررة.

“وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون”. صدق الله العلي العظيم.

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد