الشوارع ــ المحرر
تعالت أصوات شاذة تحت يافطة حقوق الإنسان التي أصبح ممونوها الرئيسيون هذه الأيام في عطالة، للتنديد بسلوكات السلطات المغربية في حق المواطنين وإعطائها الدروس في الأسلوب والكيفيات.
لسنا ضد حقوق الإنسان في جوهرها وفي سياقها الطبيعي، لكننا لا نتردد في فضحها عندما تصبح حقا يراد به أب وأم الباطل، ولسنا من هواة النفاق للتطبيل للسلطة عندما تشط، كما لسنا من المرضى قلوبهم ممن لا يقولون شكرا لمن يحسن صنعا من أهل السلطة الذين هم إخوتنا وأخواتنا وليسوا أعداء لنا نزلوا علينا من الفضاء.
في زمن الرخاء والاسترخاء المغربي وليس السعودي طبعا، تتسع هوامش النقد حتى تصبح بلا طعم أحيانا ومع ذلك تصمت السلطات إلا لماما، ولكن في زمن الاستثناء يجب أن نركز على الأولويات.
لا أحد طلب من هؤلاء المنتقدين من أجل الانتقاد توقيع شيك على بياض لأي كان، ولا أحد سيقبل منهم أن يثبطوا عزيمة مقاتلينا في الأمن والجيش والدرك والطب فيتسبب في فشلهم لا قدر الله في معركة مصيرية تهم بقاء المغرب على وجه البسيطة.
منشورات كثيرة تضرب تحت الحزام وفوقه بلا حياء، مع عبارات تكشف معادن أصحابها، ومنشورات أخرى تغرد خارج سياق الإجماع الوطني وتصطف مع طابور النشاز عبر تصفية حسابات وأحقاد دفينة مع ثوابت الأمة المغربية.
هؤلاء وأولئك جزء من مصيبة السياسة والنخبة المريضة التي تجبن حينما يكون للكلام داع وضرورة، ولكنها تسكت دهرا وحين يكون الصمت حكمة تنطق بعرا.
ستمر هذه المحنة بحول الله ونرجو ويجب أن نعمل جميعا كي تنتهي بأقل الخسارات، وبعدها سيكون أكبر خطأ من الدولة والشعب على حد سواء أن نرتمي في حضن الماضي ونعتبر السحابة انقشعت فنعود إلى استهتارنا، ساعتها سيكون العالم غير العالم وسنصبح فيه مجرد مستحاثات أحفورية.
رغم الوطأة والتوجس فإن من له عقل يتطلع للغد وإلى ثورة ثقافية سياسية اقتصادية وطنية قيادة وشعبا، في التحام وانضباط نسطر فصول ملحمته اليوم جميعا.
www.achawari.com