الشوارع ــ متابعة
خلفت الأحداث الجارية في فلسطين المحتلة بعد بدءتنفيذ عملية “طوفان الأقصى” ردود أفعال عالمية وعربية كان من ضمنها المغرب الذي اختلفت فيه حرارة ودرجة التفاعل بين المستويين الرسمي والمجتمعي، لكن الجميع عبروا على أنهم معنيون بما يجري على الساحة الفلسطينية.
المغرب الرسمي:
كانت الرباط سباقة عربيا لإصداربلاغ حول ما يجري في فلسطين حيث أعرب المغرب عن قلقه العميق جراء تدهور الأوضاع واندلاع الأعمال العسكرية في قطاع غزة، مدينا استهداف المدنيين من أي جهة كانت.
وذكر بلاغ لوزارة الخارجية في هذا الصدد أن “المملكة المغربية التي طالما حذرت من تداعيات الانسداد السياسي على السلام في المنطقة ومن مخاطر تزايد الاحتقان والتوتر نتيجة لذلك، تدعو إلى الوقف الفوري لجميع أعمال العنف والعودة إلى التهدئة وتفادي كل أشكال التصعيد التي من شأنها تقويض فرص السلام بالمنطقة”.
وأضاف المصدر عينه أن “المملكة المغربية، التي يرأس عاهلها جلالة الملك محمد السادس، نصـره الله، لجنة القدس، تؤكد أن نهج الحوار والمفاوضات يظل السبيل الوحيد للوصول إلى حل شامل ودائم للقضية الفلسطينية، على أساس قرارات الشـرعية الدولية ومبدأ حل الدولتين المتوافق عليه دوليا”.
وعلى مستوى رسمي آخر، لوحظ أن وكالة المغرب العربي تفادت إيراد أي خبر عن تطورات الأحداث في فلسطين طيلة يومها الأول..
واكتفت الوكالة الرسمية بنشر خبر وحيد تناول مضمون بلاغ وزارة الخارجية المغربية الذي أعربت فيه عن “قلقها العميق جراء تدهور الأوضاع واندلاع الأعمال العسكرية في قطاع غزة”، وإدانتها استهداف المدنيين من أي جهة كانت .
المجتمع المدني:
وعلى الصعيد المدني الشعبي، شارك عشرات الناشطين المغاربة في وقفة بالعاصمة الرباط دعما لعملية “طوفان الأقصى” التي بدأتها حركة “حماس”، فجر أول أمسالسبت، من قطاع غزة ضد أهداف ومواقع إسرائيلية كثيرة..
وهتف المشاركون في الوقفة التي دعت إليها “مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين”، بشعارات تدعم عملية “طوفان الأقصى” التي أطلقتها “كتائب القسام” الجناح المسلح لحركة “حماس” من غزة، صباح السبت.
ومن بين الشعارات التي رفعها المحتجون: “كلنا فداء فداء، فلسطين الصامدة”، و”سحقا سحقا بالأقدام، للصهيون والأمريكان”، و”شعب الضفة والقطاع، لا يساوم ولا يخضع”، و”لا لا ثم لا للتطبيع والهرولة”، و”الشعب يريد تحرير فلسطين”.
كما رفع المتظاهرون، وسط حضور أمني كبير لرجال الأمن من كل جهات الوقفة، لافتات حملت شعارات كان ضمنها : “طوفان الأقصى.. يسقط التطبيع”، و”فلسطين تقاوم والأنظمة تساوم”، و”فلسطين أمانة والتطبيع خيانة”.
وقال عبد القادر العلمي، منسق مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين في كلمة له “إن معركة طوفان الأقصى أعطت مسلسلا جديدا في معركة العزة والإباء”.
واعتبر العلمي أن حضور المغاربة لهذه الوقفة تعبير عن انخراط الجميع في معركة الأقصى، مضيفا أن المقاومة قامت بخطوة جبارة لم يحسب لها الصهاينة أي حساب، حيث استطاعت قتل وأسر العديد من جنود الاحتلال.
وشدد العلمي أن المقاومة أسقطت مقولة الجيش الذي لا يقهر، داعيا الدول العربية التي انخرطت في مسلسل التطبيع مع الاحتلال الاسرائيلي إلى التراجع عنه.
كما شهدت هذه الوقفة توزيع الحلوى على المحتجين احتفالا بمعركة طوفان الأقصى ودعما للمقاومة.
على الصعيد الحزبي:
قالت الأمانة العامة لحزب “العدالة والتنمية” إنها تتابع باعتزاز بالغ التطورات التي تشهدها الأراضي الفلسطينية، على إثر إعلان المقاومة الفلسطينية عملية ” طوفان الأقصى” دفاعا عن فلسطين والقدس الشريف والأقصى المبارك.
واعتبرت الأمانة العامة للحزب في بيان لها، أن هذه العملية البطولية التي تقوم بها المقاومة الفلسطينية، هي ردة فعل طبيعية ومشروعة على الانتهاكات اليومية التي يمارسها العدو الصهيوني وسياسة الحكومة الصهيونية العنصرية المتطرفة، وعلى ما يقوم به المستوطنون والمسؤولون الصهاينة من اقتحام وتدنيس المسجد الأقصى المبارك أمام صمت وتواطؤ العالم.
وأكدت أمانة ” البيجيدي” أن مقاومة الاحتلال بكل الأشكال، هو حق مشروع تضمنه الشرائع السماوية والمواثيق الدولية، وأن الارهاب الحقيقي هو ذلك الذي يمارسه دون توقف الاحتلال الصهيوني العنصري على مرأى ومسمع من العالم وبدعم من الدول الكبرى.
ودعت كل الفلسطينين وكل الفصائل الفلسطينية، دون استثناء، إلى توحيد مواقفها في هذه المرحلة الدقيقة، لدعم عملية “طوفان الأقصى” في مواجهة الاحتلال الصهيوني.
وأهابت أمانة “العدالة والتنمية” بكل الدول العربية والإسلامية وأحرار العالم إلى اتخاذ مواقف صارمة تردع الكيان الصهيوني والحكومة الصهيونية المتطرفة، والضغط عليها، عوض الضغط على المقاومة، حتى ترضخ لقرارات الشرعية الدولية، وينال الشعب الفلسطيني حقه الطبيعي في إقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وأعلنت أن حزب “العدالة والتنمية” سينخرط في كل التظاهرات التي تدعو لها الهيئات الداعمة للكفاح الفلسطيني، داعية مناضلي الحزب للتعبئة للمشاركة فيها دعما للشعب الفلسطيني الشقيق وللمقاومة الفلسطينية البطلة