الشوارع ــ المحرر
المشاكل لا تأتي فرادى. هذا ما ينطبق على المغرب في السنوات الأخيرة، فالبلاد تسير من مشكلة إلى معضلة ثم تعيش كوارث وطنيا وجهويا، منها الطبيعي كالجفاف والجراد الذي يلتهم كل شيء هذه الأيام في طاطا إلى الكوارث البشرية المتمثلة في سوء التسيير الحكومي والإداري.
فبالإضافة إلى الجفاف الذي يهدد المغرب بالمجاعة والعطش، جاءت أسراب كثيفة من الجراد لتنكل بمنطقة طاطا التي تعاني أصلا كل صنوف التهميش ولعنات البعد عن المركز.وحسب شهادات من عين المكان فإن الجراد المنتشر بكثافة رغم قيام المصالح الجهوية المعنية برش المبيدات.
وتحدثت مصادر محلية عن أصل هذا الجراد وقالت إنه قادم إلى وادي درعة من الحدود الجزائرية. وهذا ما يعني ببساطة أنه ما لم يتم محاربة الجراد من منبعه بأرض الجزائر فإنه سيكون من شبه المستحيل القضاء عليه بالجنوب المغربي.
ولا تقل آفة الجراد فتكا عن كوارث طبيعية أخرى مثل الفيضانات والجفاف اللذين يتناوبان على المغرب دوريا حتى أصبحا جزءا من بنية الاقتصاد المغربي. والغريب إنه لم يسبق لأية حكومة مغربية أن أعلنت أية منطقة متضررة جدا بأنها منكوبة وبالتالي يتم التعامل معها على هذا الأساس من حيت الاهتمام والإمكانات المرصودة لإنقاذها. وطاطا حتما لن تكون استثناء عن هذه القاعدة الحكومية “الخايبة”.
