انتهى النظام السوري بفرار بشار الأسد ولم تعد سوريا التي أمنت الإمداد بالسلاح لحزب الله، وكان لزاما على قائده الجديد نعيم قاسم الخروج بخطاب لتقييم الوضع المستجد.
أقرّ الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم في خطاب، اليوم السبت، بأن حزب الله خسر طريق الإمداد العسكري من سورية بعد إسقاط المعارضة السورية نظام بشار الأسد الأحد الماضي.
وقال: “خسر حزب الله في هذه المرحلة طريق الإمداد العسكري من سورية، ويمكن أن يأتي النظام الجديد ويعود هذا الطريق وقد نجد طرقاً أخرى”، مشدداً على أن المهم استمرارية المقاومة وأن عليها أن تتكيف مع الظروف لتقوية قدراتها.
وقال قاسم في أول تعليق له بعد سقوط نظام الأسد، الذي قاتل حزب الله إلى جانبه فصائل المعارضة السورية في السنوات الماضية، “لا نعتقد أن ما يجري في سورية سيؤثر على لبنان”، مشيراً إلى أن النظام في سورية سقط على يد قوى جديدة لا يمكننا الحكم عليها إلا عندما تستقر، وتتخذ مواقف واضحة، وينتظم وضعها. وأكد أنه من حق الشعب السوري أن يختار حكومته، ودستوره، وخياراته، متمنياً التعاون بين الشعبين والحكومتين في سورية ولبنان. وتمنى أن تعتبر الجهة الحاكمة الجديدة في سورية أن إسرائيل عدو.
وكان قاسم تحدث في 5 من الشهر الجاري عن مواصلة حزبه دعم نظام بشار الأسد، قائلاً إن “العدوان على سورية تقوده أميركا وإسرائيل عبر أدواتها من المجموعات التكفيرية منذ عام 2011″، مهاجماً بذلك قوات المعارضة المسلحة. وأكد قاسم، في كلمته يومها، أن “المحاولات الجديدة لتخريب سورية وإسقاط نظامها بهدف نقلها من محور المقاومة إلى محور يخدم الاحتلال لن تنجح، على الرغم من التصعيد الأخير”، مشدداً: “سنكون كحزب الله إلى جانب سورية لإحباط هذا العدوان”، في إشارة إلى مواصلة دعم نظام بشار الأسد.
وعلى الصعيد اللبناني، أكد قاسم اليوم أن حزب الله قوي، ويتعافى من جراحاته، مشيراً إلى أن من كان يأمل في انتهاء حزب الله خاب أمله، لافتاً إلى أن برنامج حزب الله في المرحلة المقبلة هو تنفيذ الاتفاق في جنوب نهر الليطاني، وإعادة الإعمار، وانتخاب رئيس، والحوار. وقال: “من ضمن برنامج عملنا، الحوار الإيجابي حول القضايا الإشكالية، ومنها “ما هو موقف لبنان من الاحتلال الاسرائيلي لأرضه؟ وكيف نقوّي الجيش اللبناني؟ وما هي استراتيجية الدفاع اللبنانية؟”.
وأشار قاسم إلى “أننا أوقفنا العدوان عند الحدود بالتفاف أهلنا وأحبتنا”، مشيراً إلى أن كل مرحلة لها طرقها وأساليبها، فحصلت بعض التغيّرات لكن المهم أن تبقى المقاومة. وأضاف: “أنا اعتبر أن كل اللبنانيين الذين ساندوا واعترضوا على العدوان هم شركاء في عملية النصر”، معتبراً أن الانتصار هو ألا تتزعزع وأن تبقى هذه المقاومة.
وعن الخروقات الإسرائيلية المستمرة لاتفاق وقف إطلاق النار، لفت نعيم قاسم إلى أن الحكومة هي المعنية بمتابعة منع الخروقات، فضلاً عن اللجنة المعنية بمتابعة الاتفاق. وقال: “لقد صبرنا خلال هذه الفترة على مئات الخروقات الإسرائيلية من أجل أن نساعد على تنفيذ الاتفاق، ولنكشف العدو، ونضع كل المعنيين أمام مسؤولياتهم”. وتابع: “نحن في حزب الله نتابع ما يحصل ونتصرّف بحسب تقديرنا للمصلحة ومجريات الأمور”، مشيراً إلى أن شرعية المقاومة تأخذها من إيمانها بقضيتها مهما كانت الإمكانات.