الشوارع
بالموازاة مع آخر خرجات ابن كيران،الزعيم الروحي للبيجيديين، حول كون العمل متوفر بغزارة في المغرب وأن المشكلة تكمن في عدم وجود من يريد أن يشتغل،جادت الظروف بالمعطيات التي تدحض بفصاحة مزاعم صاحب عفا الله عما سلف.
إنه المشهد الرهيب والمخجل لآلاف الشباب وهم ينتظرون تحت المطر والبرد هذا الأسبوع خلال افتتاح الملتقى التعريفي للتوظيف بالمنطقة الصناعية الحرة “أتلانتيك فري زون” ضواحي القنيطرة.
لقد كان طوفانا شبابيا ذكورا وإناثا يخيم عليه سحاب اليأس، ونزر قليل من أمل في العثور على عمل عبر وضع سيرته الذاتية لدى العارضين..المعروفين شعبيا ب”وزينات الكابلاج” .
إن مغالطة النفس والكذب على الواقع هما ما أوصل المغرب إلى هذا الظرف القاسي، حيث على الخريج ذي الشهادة العليا أن يرضى مرغما بأجرة قد لا تكفيه الحد الأدنى من متطلبات العيش الكريم، وهذا معناه القبول بحياة شاذة: لا زواج لا سكن لا تأسيس أسرة ولاهم يفرحون.
وفي وقت تفر رساميل البلاد إلى ما وراء البحار وتستجدي الحكومة المهربين أن يعيدوا الثروات إلى البلاد، يقف سوط القانون مشلولا..ومعه سواعد وهمم شبابنا الذي أصبح مجال اختياره يضيق حد الاختناق.
www.achawari.com