الشوارع/المحرر
قبل يومين فقط وضعت الحكومة المغربية شروطا جديدة لمنح الدعم للصحف المغربية، ورقية ورقمية، ومن يقرأ تلك الشروط والحيثيات والآليات..يصاب بالدوخة من شدة تعقيدها وبالنظر إلى اللغة التي صيغت بها.
لكن من يطالع أخبارنا، عامة وخاصة، في الإعلام الغربي ويرى كيف أن “أثخن” صحيفة عندنا تضطر لتنقل عن أتفه منشور فرنسي أو إسباني أحيانا، لا يتساءل بصدق فحسب عن دواعي هذا الدعم المقدر بالملايير “الممليرة”، بل يطرح كثير أسئلة عن مبرر وجود أي شيء يمسى إعلاما وصحافة مغربيين.
مثال صارخ على ما نقصد في هذا الموضوع، ما ورد في العدد الأمير لأسبوعية “الأيام”، لصاحبها الزميل نور الدين مفتاح،الرئيس السابق لهيئة الناشرين المغاربة، والعضو الحالي ضمن تشكيلة ما سمي مجلسا للصحافة.
أصحاب تلك “الايام” اهتموا بغياب الأميرة للا سلمى خلال استقبال العاهل الإسباني. فأين المعلومة الشافية في هذا الموضوع الذي تناسلت حوله الإشاعات، غير المستندة إلى اية وقائع أو تصريحات أو بلاغات رسمية؟
ــ لا شيء.
ــ والحل؟
ــ هيا “نغوغل”
عترت “الأيام” على “معطيات” في مجلة “هولا” الإسبانية تقول إن قرار طلاق الملك محمد السادس وزوجته سلمى بناني نهائي وغير قابل للمراجعة، وأن للا سلمى بالمغرب وتعيش حياة طبيعية.
كما اضافت المجلة الاسبانية أن العلاقة بين الأميرة للا سلمى وابنيها وبعائلة الملك قوية جدا.
وابعد من ذلك، استشرفت “هولا” مستقبل الأمير سلمى كونها ستظل بعيدة عن المجال العام، وستكتفي بالفضاء الخاص الذي سيسمح لها بأن تستمر في الحضور في حياة ابنيها.
ونقلت “الأيام” عو “هولا” أيضا أن الأميرة للا سلمى ما زالت تعيش في الإقامة الملكية دار السلام بالرباط، التي تقيم فيها منذ زواجها بالملك محمد السادس في العام 2002، وتمارس أنشطتها الاعتيادية على غرار الرياضة والسفر، كما تستقبل بشكل مستمر ضيوفها، وخاصة أفراد عائلتها، وتتمتع بالامتيازات نفسها، فيما فضل الملك قبل أشهر أن يقيم بالإقامة الملكية بسلا التي تعوَّد على العيش بها.
تعليق:
ليست هذه المرة الأولى التي ينفرد فيها الإعلام الغربي بالسبق في كثير من قضايا المغرب. يحق للمواطن، الذي من أجل حقه في الإخبار ــ نظريا ــ أنشئت صحف وقنوات ومئات المواقع، من حقه أن يتساءل: أين صحافتنا؟
مشروع الجواب1: صحفنا يا سيدي المواطن، في أغلبها، منشغلة بالحروب البونيقية في ما بينها، صحفنا مبتلاة بكائنات “مسؤولة” همها الأول والأخير إما تصفية الأحقاء أو الحصول على الامتيازات، أو التسابق على خدمة من يدفع أكثر، أو انزوت إلى أخبار الحوادث،أوالمديح أو الهجاء..
مشروع الجواب 2: سيدي المواطن حتى إن “لعنت” صحافتنا الشيطان وأرادت أن تحضى بالسبق في مثل هذه الأخبار فإن الأمر لن يكون متاحا ولا سهلا .
لماذا؟
لأن من يسرب مثل هذه الأخبار أو يخص بها الإعلام الأجنبي حصريا..حتما يرى مصلحة ما في ذلك، ولا جدال أن في تقديم ذاك على هذا دلالة على أن لذاك ميزة وقوة على هذا.
هذا حقه، ولنا حقوق أيضا تتعلق بالطموح إلى السبق والسؤال عن الأسباب والمطالبة..بقليل من التواصل.
يحز في نفسنا أن “خبرنا يديه غيرنا”، وبين “خيرنا” و”خبرنا” نقطة.
WWW.ACHAWARI.COM