الشوارع
تحت عباءة القوة الغاشمة للولايات المتحدة الأمريكية، وبمباركة من البيت الأبيض، استباحت دولة الاحتلال الإسرائيلي ساحة أخرى من الجغرافيا العربية وقصفت قلب قطر، العاصمة الدوحة، وكانت الذريعة جاهزة: ضرب “قادة حماس”.
وبعد ظهر اليوم الثلاثاء، سُمع دوي انفجارات عنيفة في الدوحة، قبل أن يعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي شنّ سلاح الجو والشاباك هجوماً “بشكل موجه ودقيق ضد قيادة حركة حماس، في العاصمة القطرية الدوحة”.
ورغم أن الكيان الصهيوني لا يحتاج إلى مبررات لضرب أي عربي أو مسلم، فقد زعم في بيان أن “قادة القيادة الحمساوية الذين جرى استهدافهم قادوا أنشطة حماس… على مدار سنوات ويتحمّلون المسؤولية المباشرة عن ارتكاب مجزرة السابع من أكتوبر .
وفي رد فعل شفوي على الجريمة متكاملة الأركان، قال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، مساء الثلاثاء، إن دولة قطر تعرّضت لهجوم إسرائيلي غادر يشكل إرهاب دولة، مشدداً على أن الدوحة لن تتهاون بشأن المساس بسيادتها وستتعامل بحزم مع أي اختراق أمني.
وأكد بن عبد الرحمن خلال مؤتمر صحافي في الدوحة، أن ما يمارسه رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هو “إرهاب دولة لزعزعة الاستقرار في الإقليم”، مضيفاً: “نحتفظ بحق الرد على الهجوم الإسرائيلي السافر، وسنتخذ كل الإجراءات اللازمة للرد عليه”. وتابع: “سنقوم بإجراء مراجعة شاملة من أجل الاستعداد لمثل هذه الهجمات مستقبلاً”.
وأكد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري أن: “نحن دولة وسيطة ولا يمكن تسمية الهجوم الإسرائيلي إلا بالغدر”، لافتاً إلى أن العمل على انتهاك سيادة الدول دون مبالاة استهتار لا يجب التغاضي عنه. ومضى قائلاً: “وصلنا إلى لحظة مفصلية بوجوب وجود رد موحد على همجية نتنياهو”.
وعن عجز الدفاعات الجوية إحباط الهجوم الإسرائيلي ( خلافا لما حصل مع صواريخ إيران التي قصفت قاعدة العديد في حرب الـ 12 يوما) قال رئيس الوزراء القطري إن إسرائيل استخدمت أسلحة لم تكشفها الرادارات، ولم يتم العلم به إلا بعد حدوثه، نافياً ما جرى تداوله من تصريحات حول إبلاغ واشنطن لدولة قطر بالهجوم الإسرائيلي مسبقاً. وقال في هذا الصدد: “واشنطن أبلغتنا بالهجوم الإسرائيلي بعد 10 دقائق على وقوعه”.
تعليق:
ــ الهجوم تم بمباركة أمريكية..فهل ما تزال قطر تتخيل أنها شريك لواشنطن؟
ــ وقد حصل ما حصل، قاعدة العديد بقطر، والتي صرفت عليها الدوحة ملايير الدولارات، ما موقعها من الإعراب: حماية قطر أم احتلالها ومساعدة الكيان على قصفها؟
ــ ماذا تقصد قطر، على لسان وزير خارجيتها بعبارة: نحتفظ بحق الرد؟
ــ ما الذي تستطيع قطر ومعها العربان كلهم فعله ما عدا بيانات التنديد وربما عقد مؤتمر بالدوحة؟
ــ ضرب قلب قطر ألا يعتبر مقدمة لفضل عملي من تطبيق “إسرائيل الكبرى”، فمن ضرب طهران لا يعجز عن قصف الدوحة..فماهي المحطة المقبلة ضمن خارطة مدن الملح؟