في عز القر وانتصاف منزلة الليالي، استفادت أزيد من 4000 أسرة بمختلف الدواوير التابعة لإقليم إفران من عملية لتوزيع المواد الغذائية والأغطية، تم إطلاقها بهدف مواجهة آثار موجة البرد.
وتأتي هذه العملية في إطار التدابير الاستباقية التي اتخذتها السلطات المحلية ومختلف المصالح اللاممركزة تنفيذا للتعليمات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس وتوجيهات وزارة الداخلية، من أجل مواجهة الظروف المناخية الصعبة بالمناطق الجبلية والمعزولة بإقليم إفران.
وأكدت رئيسة قسم الشؤون الاقتصادية والتنسيق بعمالة إفران، فاطمة منيب، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه في إطار تنفيذ التعليمات السامية لصاحب الجلالة الرامية إلى اتخاذ تدابير استعجالية لتقديم الدعم والمساعدة للمواطنين لمواجهة موجة البرد التي تعرفها عدد من مناطق المملكة، تم اتخاذ عدة تدابير، من بينها تفعيل المخطط الإقليمي لمواجهة موجة البرد، وتعبئة اللجنة الإقليمية لليقظة والتتبع التي عقدت اجتماعا موسعا خلال الأسبوع الجاري.
وأفادت بأنه تقرر، خلال هذا الاجتماع، تحديد المناطق المتضررة من موجة البرد، أي 4629 أسرة، وتعبئة الفرق الطبية، وتوفير الأدوية الضرورية، وتنظيم قوافل طبية لفائدة ساكنة المناطق الجبلية، إضافة إلى مواكبة النساء الحوامل وإزاحة الثلوج عن المحاور الطرقية.
ويتعلق الأمر، أيضا، بتوفير وسائل التدفئة بالمؤسسات التعليمية، وتزويد الساكنة بحطب التدفئة والداخليات بالأغطية، وكذا تتبع تزويد جميع المراكز التجارية بالمواد الغذائية، ودعم الأشخاص بدون مأوى، وتوزيع الشعير لفائدة مربي الماشية.
تعليق:
ترتبط كلمة ” ألليالي” أو ” أربعينية فصل الشتاء “، بقساوة البرد، وطقوس وعادات وممارسات كان لها ألقها وسحرها في الماضي، لكنها بدأت حاليا في التدحرج تدريجيا صوب خانة النسيان أو التناسي، في ظل التحولات الكبيرة الحالية التي تغطي مختلف المجالات .
و كانت “ألليالي” معروفة على نطاق واسع ، كمفهوم حاضر بقوة في أذهان الناس، وظاهرة مناخية قاسية، وفترة زمنية تؤسس لممارسات وطقوس لها صلة بالحياة الاجتماعية والفلاحية للناس ، وهو ما لم يعد موجودا حاليا بنفس الوهج، الذي يجمع بين مواجهة قسوة المناخ، والانخراط في نهج يضمن للحياة دفئها واستمراريتها.
“الليالي “ تبدأ يوم 25 دجنبر من كل عام، وتنتهي في اليوم الثاني من شهر فبراير، تفرض إكراهات كثيرة بشأن الحفاظ على صحة الناس ومنتوجاتهم الزراعية وثروتهم الحيوانية، ولذك يتم التعاطي مع طقسها البارد بطرق مختلفة .
ويستعد الفلاحون جيدا للطقس البارد الذي يقض مضجع الجميع خلال فترة ” ألليالي “، فهم يدركون أن هذه الأخيرة قد تشكل خطرا على مزروعاتهم وثروتهم الحيوانية .. لذلك يكون الحذر واجبا ، والوقاية خير من العلاج الذي لا ينفع .
ففي هذه الفترة يتم تحضير وجبات خاصة احتفاء بالسنة الفلاحية، تختلف من منطقة لأخرى، حيث يحضر ، مثلا ، في مناطق الجنوب الشرقي ، ” كسكس سبع خضاري” الذي يزين ب 7 أنواع من الخضر واللحم .