أصبح الإجهاد المائي في المغرب هذا الصيف واقعا حقيقيا وليس عنوانا بموقع أو صحيفة. وبينما بات العطش يهدد مدنا بأكملها ترتفع مطالب مهنية لعمال وموظفي القطاع نفسه، بينما جادت السماء بأمطار خلال الشهر الجاري، فكيف ننظر إلى هذه المعادلة؟
وفي هذا السياق، أعلن التنسيق الوطني لعمال قطاع الماء بالمغرب عن خوض إضرابات جديدة من أجل تحقيق مطالب تتعلق بظروف عملهم وأجورهم..
وينتظر أن يتم تنفيذ هذه الإضرابات يومي 26 و27 شتنبر المقبل، ثم أيام 23 و24 و25 أكتوبر المقبل. كما سيتم تنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر الإدارة العامة للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب يوم الخميس 24 أكتوبر.
ودعا التنسيق النقابي كافة العمال إلى المشاركة في هذه الإضرابات، مع التأكيد على ضرورة الحفاظ على الحد الأدنى من الخدمات لتزويد المواطنين بالماء.
وانتقد التنسيق النقابي إغلاق أبواب الحوار من طرف الإدارة العامة ، للتفاوض حول الملف المطلبي الاستعجالي، وحول مجموعة من المطالب العالقة ذات الصلة بمصير المكتب ومستقبل المستخدمين.
وجدد التنسيق النقابي، “رفضه الطريقة التي يتم بها نقل مستخدمي التوزيع الى الشركات الجهوية”، مطالبا بالزيادة العامة والمنصفة في الأجور وتحسين الدخل بالزيادة في المنح بكل أنواعها”، بالإضافة إلى “استرجاع الاقتطاعات التي مست المنحة السنوية لسنة 2023″.
ويطالب التنسيق ب”التسوية الشاملة والنهائية للملفات العالقة (وضعية السلالم الدنيا، ملف التقنيين وحملة الشواهد، السلم 22، المنحة الكلومترية،…)”، و”مأسسة الحوار القطاعي مع الفرقاء الاجتماعيين”.
كما دعا المصدر، إلى “إحداث منحة الاحالة على التقاعد”، و”تحسين تقاعد المستخدمين بإدخال اعانة الكراء في الوعاء المحتسب في التقاعد”، و”الشفافية في التعيين في مناصب المسؤولية وربط المسؤولية بالمحاسبة”.
وفي سياق الإجهاد المائي أكد محمد بنعبو، الخبير في المناخ والتنمية المستدامة، أن التساقطات المطرية الأخيرة حملت بشرى سارة للفلاحين بمناطق الجنوب الشرقي للمملكة وجنبت سكانه الأزمة المائية المعقدة التي يعانون منها بسبب توالي سنوات الجفاف.
وتابع بنعبو، حسب ما أوردت جريدة الصحراء المغربية اليوم الاثنين، أن الجنوب الشرقي شهد تساقطات مطرية متكررة، بكميات مهمة، في عدد من المناطق، منها تنغير وورزازات، التي عرفت سيولا فيضانية عدلت من نسبة ملء السدود بشكل جد ملحوظ.
وارتفعت نسبة ملء السدود على الصعيد الوطني إلى حدود 27.36 في المائة وهي نسبة تظل مشابهة لسيناريو السنة الماضية التي لم تتعد نسبة الملء فيها حوالي 27.45 في المائة، بينما عرف حوض زير غريس نسبة ملء العام الماضي بلغت 23.83 في المائة، وفي الفترة نفسها من هذه السنة سجلت 25.30 في المائة وهي نسبة الملء نفسها بسد حسن الداخل.
وأفاد الخبير في المناخ أن نسبة ملء الحوض المائي لملوية سجلت حوالي 22.51 في المائة لكن لم تصل بعد لما تم تسجيله السنة الماضية أي حوالي 27.82 في المائة.
تعليق:
واسقينا واروينا من بحرك عمرنا..كما ورد في اغنية تاغنجة الغيوانية الاصيلة
