الشوارع/متابعة
مع كل الاحتياطات التي اتخذتها الحكومة لمواجهة انتشار وباء كورونا بالمغرب، تظل هناك ثقب يمكن أن يتسلل منها الفيروس بكل سهولة.
ومن هذه الثقب السوداء الخطيرة تنتصب بوجوهنا جميعا بعض وسائل النقل، وفي مقدمتها ما يعرف بالتريبورتور اي الدراجة ثلاثية العجلات التي انتشرت بالمغرب في السنوات الآخيرة بشكل فوضوي مخيف تسبب في كثير من الحوادث ومظاهر العنف.
وتعد كثيرة من مدن المغرب، ومنها تحديدا جهة الغرب وفي مطلعها مدينة سيدي سليمان مرتعا لهذه الظاهرة المشينة كثرة وفوضى وحوادث سير وما لا يوصف من مظاهر القبح.
وقد جاءت أزمة هذا الوباء المخيف لتدفع إلى نفض الغبار عن هذا الداء الذي لا يقل خطورة بل قد ينسف كل جهود تطويق الفيروس.
كيف ذلك؟
هذه الدراجات ليست فقط وسائل نقل بضائع بل جعلوا منها عربات لنقل الاشخاص، ولكنه ليس أي نقل، إنه وسق للبشر جماعات من الأفراد ملتصقين ببعضهم.
يشحن في هذه الصناديق الحديدية في الحر والبرد ما يصل احيانا إلى 12 فردا “ملابزين” في مساحة ضيقة جدا، مثل سردين ينقل من ميناء ما إلى وجهة مجهولة. تتداخل الأعضاء في بعضها لمسا وتنفسنا وعطاسا وأشياء أخرى.
ومع هذه الجائحة التي دخلت مربع الجد والحذر في بلادنا فإن معالجة هذه الظاهرة بأقصى سرعة ممكنة يبقى أمر ملحا وإلا فإن ما حرثه الجمل دكته حوافره.
أنقذوا أرواح المغاربة فالحياة ليست مزحة، وما طبق على أصحاب وسائل النقل القانونية لن يعجز السلطات فرضه على مواطنين امتهنوا هذه الوسيلة مصدرا للرزق، لكنه وقت الشدة والحزم وعلينا تقاسم ضريبته.