أصدر الرئيس فلاديمير بوتين مرسوما يمنح الأجانب ممن يشاطرون روسيا قيمها الأخلاقية والروحية التقليدية الإقامة على أراضي روسيا، ويعفيهم من فحوص اللغة الروسية.
وينص المرسوم على حق الأجانب في التقدم بطلب الإقامة المؤقتة في روسيا خارج نظام الحصص الذي يحدد عدد الأجانب الذين تحق لهم الإقامة حسب جنسياتهم، ودون الخضوع لفحوص اللغة الروسية التي تقتضيها تشريعات الهجرة في روسيا.
ويكلف المرسوم وزارة الخارجية الروسية بتحديد قائمة الدول التي تتبنى ما يسمى بـ”القيم الليبرالية الجديدة” التي تتعارض مع الأخلاقيات التقليدية.
وبموجب المرسوم، سيتاح للأجانب اللاجئين إلى روسيا هربا من سياسات دولهم المنافية للقيم التقليدية للشعوب، الحصول على “الإقامة المؤقتة”، كما ستمنحهم الخارجية الروسية تأشيرات دخول مدتها ثلاثة أشهر.
وكان مجلس “الدوما” الروسي أقر قبل عامين تقريبا بالقراءة الثانية مشروع قانون يحظر الترويج لـ”مجتمع الميم” في روسيا، ويغلّظ عقوبة التحرش الجنسي بالقصّر.
ويمنع قانون في 2013 نشر “دعاية لعلاقات جنسية غير تقليدية” بين القصّر. القانون الجديد يوسع من ذلك الحظر ليشمل أي معلومات لأشخاص عمرهم 18 عاما فأكبر.
ويجرم القانون الجديد ساعتها الدعاية والإعلام والموارد الإلكترونية والكتب والأفلام والإنتاج المسرحي الذي يعتبر حاويا على مثل هذه “الدعاية”.
ويوسع أيضا القيود الموجودة بحظر نشر المعلومات عن العبور بين الأنواع بين القصر.
تجلب الانتهاكات عقوبة الغرامة وإن ارتكبها أجانب، قد تؤدي إلى ترحيلهم بالإضافة إلى العقوبات الأخرى.
أما الغرامات تتراوح بين 100 ألف إلى مليوني روبل (1660 إلى 33 ألف دولار) وفي بعض المخالفات، قد يواجه الأجانب عقوبة السجن 15 يوما قبل ترحيلهم.
ويلاحظ أن الرئيس فلاديمير بوتين، منذ اعتلائه سدة الرئاسة عام 2000، ظل يشدد على تمسكه بالتقاليد، وعلى أن روسيا، بلد القيم الأصيلة.
وخلافا لرؤساء أمريكا مثل لجورج بوش الأب، الذي كان شاهدا على عقد زواج امرأتين في عام 2013، وخلافا لباراك أوباما “رئيس وحليف وبطل ورمز” المثليين، ، يشدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، منذ أن اعتلى سدة الرئاسة عام 2000، في كل مناسبة على تمسكه بالتقاليد، وعلى أن روسيا، بلد القيم الأصيلة، تواجه الوثنية الغربية الجديدة.
وكان من بين الحجج التي ساقها بوتين مطلع عام 2014 للدفاع عن عودة القرم إلى الوطن الأم، كانت دينية، حين قال: “إن القرم – هو المكان، الذي تعمَّد فيه الأمير القديس فلاديمير قبل أن يعمِّد الروس كلهم بعد ذلك”.