بمحض الصدفة، عثر عمال إنجليز على زجاجة غامضة يبلغ عمرها 200 عام تحتوي على خليط من البول والأعشاب، وهو سحر كان يمارس في ماضي الإمبراطورية البائدة.
ويلقي هذا الاكتشاف الغريب الضوء على الطقوس الغامضة في الماضي ويكشف أسرار تقاليد الحماية التي كانت تُمارس في القرون الوسطى وفي فترة ما بعدها.
وتبيّن فيما بعد أن هذه الزجاجة ليست وعاء للمشروبات، بل هي “زجاجة سحر”.
ولاحظ العمال وجود سائل داخل الزجاجة، فافترضوا أنهم عثروا على مشروب كحولي قديم، وحتى أنهم فكروا في تذوقه، لكنهم في النهاية قرروا تسليمه إلى جامعة “لينكولن”.
واستخدمت الطالبة زارا ييتس ماسحا متعدد الأطياف، وهو الجهاز الذي يستخدم عادة في التحقيقات الجنائية، واكتشفت أن الزجاجة لا تحتوي على مشروب الرم، كما اعتقد العمال، بل احتوت على البول. وهناك فرضية تفيد بأن بحارا دفن الزجاجة بالقرب من الشاطئ على أمل أن تجلب له الحظ في رحلته القادمة.
يذكر أن “زجاجات السحر” هي جزء من التقاليد الشعبية في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، حيث كانت توضع في المنزل كتمائم للحماية من الأرواح الشريرة. وكانت هذه الممارسة شائعة في بريطانيا، على الرغم من أن تلك التقاليد انتقلت فيما بعد عبر المحيط الأطلسي إلى الولايات المتحدة.
في منطقة لينكولنشاير بشمال غرب إنجلترا كانت الزجاجات عادة ما تحتوي على عظام حيوانات صغيرة، مسامير حديدية، قصاصات أظافر، ومواد أخرى مرتبطة بالخرافات والإيمان بالسحر.
وفي خريف العام 2015 حصلت بي بي سي على احصائيات تشير إلى أن هناك زيادة في حالات الاعتداء على الأطفال مرتبطة بممارسات طرد الأرواح وأعمال السحر والشعوذة في بريطانيا.
وقالت شرطة لندن إن 60 جريمة مرتبطة بمعتقدات دينية سُجلت في العاصمة البريطانية خلال العام الجاري، إضافة إلى زيادة عدد البلاغات المقدمة من 23 بلاغا في 2013 إلى 46 بلاغا في 2014.
ولا تسجل نصف مراكز الشرطة في بريطانيا مثل هذه الحالات، كما أن عددا كبيرا من المجالس المحلية لا يمكنها تقديم أي تقارير موثقة بأعداد تلك الحوادث.
وقالت الجمعية الوطنية لمنع القسوة ضد الأطفال في بريطانيا (NSPCC ) إن “السلطات بحاجة إلى التأكد من أنها قادرة على رصد أعراض هذا النوع الخاص من الاعتداء”.