سيدي سليمان..بين السيبة و استتباب الأمن..المجد للرصاص

الشوارع

 تتميز مدينة سيدي سليمان عن باقي المدن المغربية في قضايا الجريمة بموروث يعود لسبعينيات وثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي حيث كانت توصف بالسيبة.

ورغم التغيير الذي لحق المدينة ــ وهي والحق يقال دوار كبير جدا ــ أصبح عمالة، فمازال كثير من الشباب المنحرفين  يستلهمون “تراثا” عناوينه كثيرة لعل أبرزها: الجنوي والشاقور والسيف..وحيدوا على بوه…

وليس غريبا بسيدي سليمان أن يحدث القتل والاختطاف والاغتصاب والدهس ثم الفرار..ويبدو الأمن بإمكاناته القليلة، وسط كل هذا، في حرب يومية لعل أهونها حرب الطريق مع مخلوقات “راكبة” على دراجات ثلاثية العجلات تحولت إلى آلات متنقلة للدهس وإعطاب الأبرياء.

وليس أمرا شاذا أيضا بهذه “المدينة” أن يشنف سمعك في كل حين وفي كل زقاق وحي منحرفون وغير منحرفين بأبذأ الكلام والتعابير السوقية والخادشة للحياء. واللافت أن السكان طبعوا تطبيعا كاملا مع وضع يجعل من مكان اسمه “سيدي سليمان” مزبلة بيئية وسلوكية وذوقية.

 ومن آخر قصص ما يقع بهذه “العمالة” ما نقلته وكالة المغرب العربي للأنباء أنه “علم لدى مصالح الأمن الوطني بمدينة سيدي سليمان أن الشخص الذي تم الاحتفاظ به تحت الحراسة الطبية بالمستشفى الإدريسي بالقنيطرة مساء أمس الأحد، قد وافته المنية في حدود الساعات الأولى من صباح اليوم الاثنين” .

وفي السياق تحدث بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني عن “أن مفتشين للشرطة كانا قد اضطرا لاستخدام سلاحهما الوظيفي مساء أمس الأحد، في تدخل أمني لتوقيف شخصين كانا يحملان سيفا من الحجم الكبير وحاولا تعريض سيدة للسرقة بالعنف، حيث أطلقا رصاصة تحذيرية في الهواء وأربع رصاصات أصابت أحد المشتبه فيهما على مستوى الكتف والأطراف السفلى، مما استدعى نقله للمستشفى لتلقي الإسعافات الضرورية قبل أن توافيه المنية داخل المؤسسة الاستشفائية”

وأضاف البلاغ نفسه “أنه تم فتح بحث في هذه النازلة تحت إشراف النيابة العامة المختصة، للكشف عن جميع ظروف وملابسات هذه القضية، وكذا توقيف المشتبه فيه الثاني الذي لا يزال في حالة فرار”

تعليق:

يعرف أمنيو سيدي سليمان بالضبط البقع السوداء في المدينة/العمالة/الدوار الكبير. ويعرف السكان تماما مسالك المجرمين حين تطاردهم سيارات ودراجات الأمن بين دروب دور الصفيح في اتجاه نهر بهت الذي يجمع كل أشكال “لخنز” الطبيعي والبشري.

ودون حزم بالتعزيزات الأمنية وبناء مراكز أمن إضافية واستخدام الرصاص بلا تردد، ودون تعاون السكان، سيظل للمجرمين سطوة تتضاعف إلى أن تصبح تحديا قد يكلف أكثر مما يتطلب اليوم قبل غد.

wwwachawari.com


 

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد